يصل الخبر إلى علي في بيته أنّ عمر يريد نبش قبر فاطمة .
يهبّ عليٌّ واقفاً كالأسد الغضبان .
يتناول سيفه ذا الفَقار ، ويخرج من البيت وقد احمرّت عيناه.
فيتلقّاه عمر ومَن معه من أصحابه ويقول له : ما لك يا عليّ ؟ والله لننبشنّ قبرها ولنصلّينّ عليها .
فيضرب عليّ بيده إلى جوامع ثوب عمر فيهزّه، ثمّ يجلد به الأرض ويقول له: أمّا حقّي فقد تركته مخافةَ أن يرتدّ الناس عن دينهم ، وأمّا قبر فاطمة فَوالذي نفسُ عليّ بيده، لئن رُمت وأصحابك شيئاً من ذلك لاَسقينّ الأرض من دمائكم
[266] كان الجميع يعلم أنّ عليّاً إذا أقسم برّ .
من يمكنه الوقوف أمام سيف علي ؟
يفكّر أبو بكر بطريقة لإنقاذ عمر ، كيف يمكن تهدئة علي ؟
يتقدّم إلى الأمام فيقول لعلي : يا أبا الحسن، بحقّ رسول الله وبحقّ من فوق العرش، إلاّ خلّيتَ عنه، فإنّا غير فاعلين شيئاً تكرهه.
فخلّى عنه، وتفرّق الناس ولم يعودوا إلى ذلك .
نعم ، وَعَد علي فاطمة أن يبقى قبرها مخفيّاً إلى الأبد.
يهيج الحزن بعلي من جديد ، يشتاق إلى فاطمة .
طلبت منه فاطمة أن يجيئها عند قبرها يقرأ لها القرآن .
تترقرق الدموع في عين علي ، فقد ضاق صدره لفاطمة .
ولكن يجب عليه الصبر حتّى يجنّ الليل ويسدل الظلام أستاره، عندها سيذهب للقاء الحبيب .
وسوف يبثّها أحزانَه في خلوة من الليل .
ياتُرى ماذا سيقول لرفيقة سفره ؟
هل سيُحدّثها هكذا :
حبيبتي فاطمة ، عرفتُ كلَّ شيء ليلة أمس .
حينما غسلتك تحت جنح ظلام ليلة أمس ، تلمّسَت يدي ضلعاً من أضلاعك مكسوراً ، حرَّ قلبي ، لماذا لم تخبريني عن هذا ؟!
* * *
* * *
* * *
أم سيخاطبُها يطلب منها أن تخاطبه:
* * *
* * *
وحقّاً تخاطبه، ولكن من نفسه هو على لسانه:
* * *
* * *