کتب دکتر مهدی خدامیان آرانی - سایت نابناک

سایت استاد مهدي خداميان آرانی

در حال بارگذاری

    هل تقبل بالقرآن حَكَماً ؟

      هل تقبل بالقرآن حَكَماً ؟


    يتبسّم أبو بكر فرحاً ، ظنّاً منه أنّه أفحم فاطمة بجوابه هذا .
    لم يكن أحد يتصوّر أنّ بمقدور فاطمة أن تردّ على الخليفة .
    ولكنّ فاطمة فضحت الخليفة .
    رفيقي العزيز في هذا السفر ، هل تذكر أنّي قلت لك أنّ فدكاً وهبها الله لرسوله، وبدوره وهبها الرسول لفاطمة ؟
    قبل أيّام حينما جاءت فاطمة عند أبي بكر لاسترجاع فدك وطالبها أبو بكر بالشهود، فجاءت بأُمّ سلمة وعلي، فردّ شهادتهما .
    والآن تدرك فاطمة أنّ أبا بكر لن يقبل شهادة أيّ شاهد ، لذا فقد جاءت من طريق آخر .
    صرفت فاطمة النظر عن أنّ فدك ملكها منذ حياة النبيّ ، ونهضت في إثبات ملكيتها لفدك بطريق آخر .
    هل تستطيع تخمين ما فعلت فاطمة ؟
    بوركت ! كان تخمينك صحيحاً ، عن طريق الإرث .
    انظر ، لو فرضنا أنّ النبيّ أصلاً لم ينحل فدكاً لفاطمة ، فإنّها طبقاً لقانون الإرث الإسلامي بعد وفاة النبيّ تكون إرثاً لفاطمة.
    لا يمكن لأيّ شخص إنكار أنّ فدك عطية الله للنبي ، الكلّ يقبل بذلك .
    إذن، فدك مِلك النبيّ ، وحينما مات النبيّ لم يكن عنده سوى بنت واحدة وبضعة نساء .
    وطبقاً للشريعة الإسلامية لن تحصل نساء النبيّ علي شيء من فدك ، إلاّ على بضعة نخيلات منها .
    فتكون جميع فدك من حصّة فاطمة ، وطبعاً تُقيَّم أثمان تلك الأشجار فيعطى، ثُمْنُ قيمتها لنساء النبيّ .
    إذن ، فهذا شرع الإرث الإسلامي ، والكلّ يقبل به .
    ولكنّ أبا بكر اليوم ينقل حديثاً موضوعاً عن النبيّ أنّ الأنبياء لن يتركوا خلفهم إرثاً .
    طبقاً لهذا الحديث الموضوع فإنّ فدك تكون جزءاً من بيت مال المسلمين وليس لفاطمة حقّ فيها .
    وصدّق الناس أنّ النبيّ حقّاً قال هذا الحديث ! وإذا بصوت فاطمة يدوّي في فضاء المسجد :
    أنت تقول إنّ النبيّ قال: إنّ الأنبياء لا يورثون ، هل تقبل بالقرآن ؟
    أليست هذه الآية من القرآن : (وَ وَرِثَ سُلَيْمَـنُ دَاوُدَ )[189]
    هل قرأت قول زكريا في القرآن ؟ : (فَهَبْ لِى مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِى )[190]
    فهل يرث يحيى زكريا ، وسليمانُ داوودَ ولا أرث أنا من أبي شيئاً ؟!
    هل تدري ما تقول ؟! هل كان نبيّك عن كتاب الله صادفاً، ولأحكامه مخالفاً ؟! كيف يصير أنّه يعمل بخلاف القرآن ؟
    افعلْ ما بدا لك ، فسيحكم الله بيني وبينك[191]
    يتحيّر الناس من خطاب فاطمة، فيغرقون في صمت عميق ، يا لَلعجب ! قال نبيّهم أنّه سيكون بعدي قوم يَكذِبون علَيَّ !
    وأوّل هؤلاء القوم خليفتهم المبجّل هذا !
    ألم يقل النبيّ: "فما أتاكم عنّي فاعرضوه على القرآن ، فإذا خالفه فلا تقبلوه" .
    أليس هذا واضحاً أنّ الخليفة ينسب إلى رسول الله مالم يقله ؟!
    هل هناك فضيحة أشدّ من هذه يمكنك ذكرها لنا ؟
    أيقظ خطاب فاطمة جميع من كان في المسجد .
    نعم ، وصلت فاطمة إلى ماكانت تبغي إليه ، بواسطة فدك فضحت حقيقة هذه الحكومة أمام الناس ، ونجحت بذلك .
    انتصرت فاطمة في معركتها هذه ، وسوف يظلّ صوتها وإلى الأبد يرنّ في أُذن التاريخ .
    فكلماتها نوّرت طريق طلاّب الحقّ والحقيقة .
    أصبحت صرخة فاطمة هذه شعار الأحرار في كلّ مكان وزمان .
    وتلتفت نحو قبر أبيها وتتمثّل بهذه الأبيات:

    * * *


    * * *


    فيضجّ المسجد بالبكاء والنحيب ، ولم يُرَ الناس أكثر باك وباكية منهم يومئذ[193]
    وتترك فاطمة المسجد ، لقد أحقّقت الحقّ وأبطلت الباطل، وكشفت الأقنعة عن وجوه النفاق .



نوشته ها در باره این

نظر شما

.شما در حال ارسال نظر براي از كتاب صرخة النور نوشته مهدى خداميان هستید

‌اگر مي خواهيد مطلب ديگري - كه ربطي به اين ندارد- براي من بفرستيداينجا را كليك كنيد.


عنوان این فیلد نمی تواند خالی باشد.
متن نظر شما
لطفا ایمیل خود را وارد کنید * این فیلد نمی تواند خالی باشد.لطفا ایمیل را صحیح وارد نمایید.
لطفا نام خود را وارد نمایید


ابتدای متن