کتب دکتر مهدی خدامیان آرانی - سایت نابناک

سایت استاد مهدي خداميان آرانی

در حال بارگذاری

    حبل في رقبة الشمس

      حبل في رقبة الشمس


    يهجم جماعة كثيرة من مؤيّدي الخليفة على بيت علي .
    كانوا كُثّراً يحملون سيوفهم بأيديهم ، وعليّ وحده !
    هل سيحارب عليّ هؤلاء المهاجمين ؟
    كلاّ ، لقد عاهد النبيَّ على الصبر على البلاء ما أدّى إلى حفظ الإسلام .
    ليس في نفع الإسلام اندلاع حرب داخلية الآن[119]
    يريد هؤلاء إخراج عليّ من المسجد ، ولكن أنّى لهم تحريكه من مكانه !
    ما العمل ؟
    يقترح أحدهم :
    ـ اجلبوا حبلاً !
    ـ ولمَ الحبل ؟ !
    ـ لنلقيه في عنق عليّ ونسحبه إلى المسجد !
    ـ الحبل ! الحبل !
    تَلْتفتُ فاطمة نحو زوجها ، فتراهم قد أحدقوا به من كلّ جانب ، يريدون أخذه إلى المسجد .
    اليوم عليّ وحده ، ليس له صاحب ولا معين .
    ألقَوا حبلاً أسودَ في عنقه، وأخذوا يجرّونه[120]
    ياربّ ! أيُّ صبر هذا الذي أعطيتَه لعليّ ؟!
    ما أشدّ مظلومية عليّ وغربته في تلك اللحظات ؟!
    يهمّون بإخراجه من البيت ، فتنتفض فاطمة من مكانها .
    نعم ، هي المدافعة الوحيدة عن الإمامة ، تقف أمام الباب وتمدّ ذراعيها كأنّها تريد منعهم عن إخراج بعلها .
    نعم ، تسدّ الباب بجسدها النحيل ، تمنعهم عن أخذ علي[121]
    يجب فعل شيء ، لا زالت فاطمة حيّة ، لا بدّ من إسقاطها أرضاً .

    * * *


    * * *


    يشير عمر إلى قنفذ ، فيلكزها بنعل السيف[122]
    ويضربها عمر بالسوط هو أيضاً ... .
    فيزرقّ جسد فاطمة مِن أثر السياط[123]
    يا ويلتي !
    إنّه ضربُ مَن قد نوى القتل ، نعم ، طالما فاطمة حيّة لا يمكن أخذ عليّ للبيعة .
    يجب فعل شيء يجعل فاطمة طريحة بيتها فلا يمكنها المشي خلف علي .
    يرفس عمر فاطمة بقوّة ، هنا يرتفع صوت فاطمة : أدركيني يا فضّة ، فقد واللهِ قتلوا محسناً[124]
    ثمّ تسقط مغشيّاً عليها .
    الآن يستطيعون بكلّ راحة أخذ عليّ إلى المسجد .
    ينظر عليّ نحو زوجته ثمّ ينادي على فضّة أن تساعد فاطمة ، فقد استُشهِد محسن .
    وتتعجّب الملائكة من صبر عليّ .

    * * *


    لقد عجبت من صبرك يا عليّ ملائكة السماوات والأرضين!
    نعم ، إنّه ذلك العهد الذي أخذه النبيّ على عليّ أواخر أيّام حياته .
    تلك اللحظة التي قال له فيها النبيّ : يا عليّ، عهد إليك بالصبر منك على كظم الغيظ، فإنّ الناس سينتهكون حرمتك بعدي ويغصبون حقّك .
    فيجيبه عليّ قائلاً : نعم يارسول الله ، أصبر[125]
    لماذا على عليّ أن يرى كلّ هذا بأُمّ عينيه ويصبر ؟
    لاحتياج الإسلام في هذا اليوم إلى صبر عليّ ، فصبرُه كفيل بحفظ الإسلام المحمّدي الأصيل .
    يفدي عليّ نفسه وزوجته للإسلام ، نعم ، هذه العائلة حاضرة أن تفدي كلّ ما تملك للدفاع عن دين الله .
    هذه بداية الطريق ، ومحسن أوّل شهيد في هذا الطريق ، وكربلاء قادمة ... .
    فاطمة الآن مرمية على الأرض ، وأهل المدينة يكتفون بالنظر ومشاهدة الأحداث الخطيرة !
    ويَحْكم !
    ألم تَرَوا بأُمّ عيونكم كيف أنّ النبيّ كلّما رأى فاطمة قام لها؟[126]
    ماذا لو كان بين ظهرانيكم الآن وهو يرى فاطمة ساقطة على وجهها مكظومة غريبة بين أُمّة أبيها ؟ !
    ما أسرع ما نَسِيتم أنّ فاطمة بضعة النبيّ ، تبّاً لكم !



نوشته ها در باره این

نظر شما

.شما در حال ارسال نظر براي از كتاب صرخة النور نوشته مهدى خداميان هستید

‌اگر مي خواهيد مطلب ديگري - كه ربطي به اين ندارد- براي من بفرستيداينجا را كليك كنيد.


عنوان این فیلد نمی تواند خالی باشد.
متن نظر شما
لطفا ایمیل خود را وارد کنید * این فیلد نمی تواند خالی باشد.لطفا ایمیل را صحیح وارد نمایید.
لطفا نام خود را وارد نمایید


ابتدای متن