يصل الخبر إلى فاطمة أنّ الخليفة طرد وكيلها على فدك .
تُقرّر فاطمة الذهاب إلى الخليفة لاستيضاح الأمر .
ـ يا أبا بكر ، ادّعَيت مجلسَ أبي وأنّك خليفته ، وجلست مجلسه ، لِمَ تمنعني ميراثي من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وأخرجت وكيلي من فدك وقد جعلها لي رسول الله بأمر الله تعالى ؟!
[167] ـ وهل فدك مِلكُكِ ؟ !
ـ ألم تسمع أنّ النبيّ وهبها لي ؟
ـ يا بنت رسول الله ، هاتي على ذلك بشهود
[168] توافق فاطمة على ذلك فتذهب لجلب الشهود .
حينما وهب النبيّ فاطمة فدكاً كان عليٌّ وأُمّ أيمن حاضرَين .
تذهب فاطمة إلى بيت أُمّ أيمن وتشرح لها الموقف .
تقوم أُمّ أيمن من حينها وتذهب مع فاطمة إلى المسجد ، ويَقْدم علي أيضاً .
تقف أُمّ أيمن أمام أبي بكر فتقول له :
ـ يا أبا بكر، عندي إليك سؤال .
ـ ما هو ؟
ـ أنشدك الله، ألستَ تعلم أنّ رسول الله صلّى الله على وآله وسلّم قال : إنّ أُمّ أيمن امرأة من أهل الجنّة ؟
[169] ـ نعم سمعت .
ـ أمّا وقد أقررتَ أنّي من أهل الجنّة، فإنّي أشهد أنّ النبيَّ وهب فدكاً لفاطمة
[170] ويشهد عليٌّ بأنّ النبيّ وهب فدكاً لفاطمة .
فيُطرق أبو بكر مفكّراً متحيّراً ، ليس أمامه بعد هذا إلاّ إعادة فدك إلى فاطمة .
تطالب فاطمة أبا بكر بكتاب يعترف فيه بأحقّية فاطمة بفدك .
فيكتب لها ما أرادت ، ودفعه إليها
[171] يدخل عمر، ويرى أبا بكر يسلّم كتاباً لفاطمة .
لم يكن يعلم بما جرى ، لذا يلتفت نحو أبي بكر فيسأله :
ـ ما هذا الكتاب الذي أعطيتَه لفاطمة ؟!
ـ جاءتني فاطمة تطالب بفدك ، فطالبتُها بالشاهد فجاءت بأُمّ أيمن وعلي ، وشَهِدا أنّ النبيّ وهب فدكاً لفاطمة .
ـ وماذا فعلت أنت ؟
ـ كتبتُ لها بذلك .
ـ أيّها الخليفة ! هل نَسِيتَ أنّ أحد أصحاب النبيّ أوس بن الحدثان وكذلك ابنتي حفصة وابنتك عائشة شهدوا أنّ النبيّ قال : إنّا معاشرَ الأنبياء لا نُورّث ، ما تركناه صدقة ؟ كانت فدك للنبي والآن هي بمثابة صدقة
[172] ـ ولكنّ أُمّ أيمن وعليّاً شهدا أنّ النبيّ وهب فدكاً لفاطمة ، ماذا أفعل بشهادتهما ؟
ـ ياحضرة الخليفة ! لا تقبلْ شهادة علي ; لأنّه زوج فاطمة فهو يجرّ لنفعه ! وأمّا أُمّ أيمن فهي امرأة ولا تُقبَل شهادتها منفردةً
[173] المشكلة أنّ أبا بكر قد سلّم الكتاب لفاطمة .
فيتوجّه عمر نحو فاطمة ويقول لها : ادفعي لي الكتاب .
فلم تُعطِه ، فنازعها الكتاب بقوّة، فأخذه منها فمزّقه
[174] فخرجت فاطمة من عند أبي بكر باكية .