يخبرون الخليفة الجديد أنّ سعداً قد رحل إلى بيته .
ولكن ، لماذا رحل ولم يبايع ؟
يجب إرجاعه إلى السقيفة وإجباره على البيعة ، ألم يبايع المسلمون أبا بكر ؟ لماذا يحاول تفتيت وحدة المسلمين ؟
عزيزي القارئ .
الآن تتغيّر لهجة الحوار في السقيفة .
نعم ، الآن كلّ من يخالف الخليفة ولا يبايعه يعتبر مخالفاً للإسلام !
كأنّك تتعجّب !
نعم ، فقد بايع أكثر المسلمين أبا بكر ، فأضحى مظهر الإسلام ، وأصبحت مخالفته هي مخالفة للإسلام !
يرسل الخليفة جماعة إلى بيت سعد يَدْعونه إلى السقيفة للمبايعة .
يتوجّه سفير الخليفة إلى بيت سعد بالأمر .
فيجيبه سعد : لا أبايع أو أُقتَل .
يخبر السفير المجتمعين في السقيفة بجواب سعد .
يبقى الخليفة متحيّراً ، لا يدري ماذا يفعل مع سعد .
يقول له عمر : لا تَدَعْه حتّى يبايع .
فيجيبه أحدهم ممّن كان يسمع : اتركوا سعداً ، فقد لجّ وأبى ، فليس يبايعكم حتّى يُقتل ، وليس بمقتول حتّى يُقتل معه ولده وأهل بيته ، وليس يُقتل هو وأهل بيته حتّى يُقتل الخزرج معه ، ولا يضرّكم تركه ، وهو رجل واحد ومريض .
يستحسن الخليفة هذا الرأي ، فيكفّ عن سعد
[41]