سایت استاد مهدي خداميان آرانی
۱۰۰۶. کتاب تحقيق فهرست سعد | |
تعداد بازديد : | ۱۵ |
موضوع: | كتب عربى |
نويسنده: | مهدى خداميان |
زبان : | عربی |
سال انتشار: | چاپ اول، ۱۳۸۵ |
انتشارات: | مو?سه كتابشناسى شيعه ، قم . |
در باره کتاب : | فهارس الشيعة |
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين ، وأفضل الصلاة والسلام على خاتم النبيّين ، وآله الأئمّة الهداة المهديّين ، ولا سيّما خاتمهم وقائمهم بقيّة الله في العالمين ، والرحمة والرضوان على رواة أحاديثهم الذين هم وسائط بينهم وبين شيعتهم.
إنّ قدماء أصحابنا(رحمهم الله) اهتمّوا بشأن الحديث اهتماماً بالغاً ; لأنّهم يرونه من أهمّ العلوم الشريفة التي تبتني عليها سعادة الإنسان في الحياة الدنيوية والأُخروية; وعلى ضوء هذا بحثوا في علم الرجال وعلم الفهرست; لتقييم الحديث وتحقيقه وتشخيص صحيحه عن سقيمه.
ففي علم الرجال يُبحث عن توثيق وتضعيف رواة الحديث وذكر طبقتهم ، ولكن يُبحث في علم الفهرست عن حال الكتب التي تضمّنت الأحاديث الشريفة.
يعدّ الحديث أحد الركنين الأساسيّين في استنباط الأحكام الفقهية، ومركز ثقل العقيدة الإسلامية التي تضمن سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة.
ولذلك أكّد رسول الله(صلى الله عليه وآله) على حفظ الحديث وكتابته، فلو قام كلّ من أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله) بتدوين كلّ ما سمع منه، لانضبطت السنّة وتواترت الأحاديث الشريفة.[۷] ومن المعروف أنّ رواة الأحاديث من أصحاب الرسول(صلى الله عليه وآله)، وأصحاب أئمّة أهل البيت(عليهم السلام) تحمّلوا سياسات الإرهاب والقتل، وذلك حينما منع أصحاب السلطة السياسية بعد وفاة رسول الله(صلى الله عليه وآله) نقل بعض الأحاديث وتدوين السنّة الشريفة، وقاموا بمعاقبة كلّ من يبثّها بين الناس.
جمع أبو بكر الناس بعد وفاة نبيّهم وقال: "لاتحدّثوا عن رسول الله شيئاً، فمن سألكم فقولوا : بيننا وبينكم كتاب الله".[۸]
أكّد الأئمّة المعصومين(عليهم السلام) على كتابة الحديث، وأمروا أصحابهم بتدوينه، قال الإمام الصادق(عليه السلام) لمفضّل بن عمر: "اكتب وبثّ علمك في إخوانك، فإن متّ فأورث كتبك بنيك، فإنّه يأتي على الناس زمان هرج، لايأنسون فيه إلاّ بكتبهم".[۲۷] وقال(عليه السلام): "اكتبوا، فإنّكم لا تحفظون حتّى تكتبوا" ، وكذلك أمر بحفظ الكتب; قال: "احتفظوا بكتبكم، فإنّكم سوف تحتاجون إليها".[۲۸] وفي ضوء تأكيد الإمام الصادق(عليه السلام)، ظهر العصر الذهبي لتدوين كتب الحديث عند الشيعة. وأوّل كتاب أُلّف في هذا المجال هو كتاب عبيد الله بن عليّ الحلبي، وحينما عُرض هذا الكتاب على الإمام الصادق(عليه السلام) قال: "أترى لهؤلاء مثل هذا؟".[۲۹] وبدأت حركة التدوين للكتب الحديثية بصورة موسّعة، فقد دوّن كلّ من أبان بن تغلب وأبان بن عثمان وهشام بن الحكم وهشام بن سالم ومحمّد بن مسلم وحَريز بن عبد الله السِّجِستاني وأبي حمزة الثُّمالي وعاصم بن حميد وعلاء بن رزين وعلي بن رئاب وغيرهم ، كتباً.
ذكرنا أنّ الغالب في الحديث الشيعي هو أن تكون الأحاديث مكتوبة في الكتب المعتمدة، فأصحاب الإمام الصادق(عليه السلام) سمعوا منه أحاديث كثيرة وأدرجوها في الكتب، فليس بين المؤلّف وبين الإمام واسطة.
ثمّ إنّه بعد تدوين الكتب الكثيرة نُقلت هذه الكتب من طبقة إلى طبقة، فأصحابنا كانوا مشدّدون على أن يكون نقل الكتب مع الإجازة، بمعنى أن يُقرأ الكتاب على المؤلّف، ولا يروون كتاباً إلاّ مع إجازة مؤلّفه.
ونذكر كنموذج كتاب الحلبي:
إنّ عبيد الله الحلبي بعد تدوين كتابه، أجازه لحمّاد بن عثمان، كما أنّ حمّاد أجاز كتاب الحلبي لابن أبي عُمير، ثمّ إنّ ابن أبي عُمير أجازه لإبراهيم بن هاشم، وأجاز إبراهيم بن هاشم هذا الكتاب إلى ابنه، وأجاز ابنه إلى الشيخ الكليني; فأنت ترى أنّ كتاب الحلبي نُقل من طبقة إلى طبقة أُخرى بالإجازة.[۴۴]
علم الفهرست يتكفّل ـ كما بيّنا سابقاً ـ بذكر أسماء المؤلّفين مع ذكر عنوان كتبهم، وكذلك يبحث عن تحقيق نسخ الكتاب وتقييم الطرق إليها. وسنتعرّض في هذا الفصل لأهمّ المباحث المطروحة بهذا الشأن:
المبحث الأوّل : عنوان الكتاب
شرحنا سابقاً أنّه بعدما دوّنت كتب الحديث على ايدي أصحابنا القدماء، قام كثير منهم بنقل هذه الكتب باستجازة من مؤلّفيها، فكلّ من أراد أن يكون قوله معتمداً ومقبولاً بين أصحابنا، فلابدّ له من إجازة لرواية هذه الكتب.
نعم، بعدما كثرت الكتب خطر بذهنهم أن يصنّفوا كتباً مستقلّة يذكرون فيها أسماء الكتب مع ذكر الطرق إليها، سمّوها فيما بعد بالفهرست.
فأوّل فهرست نعرفه حالياً هو فهرست سعد بن عبد الله الأشعري الذي ذكر فيه أسامي الكتب المدوّنة عند أصحابنا القدماء، وتبعه بعد ذلك عبد الله بن جعفر الحِميري وحميد بن زياد وابن بطّة وابن الوليد وابن قولويه والشيخ الصدوق وابن عبدون.
ولا يخفى عليك أنّه يُستفاد في تدوين الفهارس من أُمور ثلاثة:
إنّ قسماً كبيرا من كتب أصحابنا ذُكر في أكثر من فهرست واحد، بل وبعضها ذكر في فهارس خمسة أو ستّة أو سبعة، مثال ذلك كتب ابن أبي عُمير، فإنّها ذُكرت في فهارس سعد والحميري وحميد وابن بطّة وابن الوليد وابن قولويه والشيخ الصدوق.
وهذا إن دلّ على شيء دلّ على أنّ كتب ابن عُمير كانت في الدرجة العليا من الاعتماد والحجّية عند قدماء أصحابنا.
فبعد إحياء الفهارس الثمانية استظهرنا شهرة كثير من كتب أصحابنا، لذلك ارتأينا أن نثبت في هذا الفصل أسامي المؤلّفين الذين ذُكرت كتبهم في أكثر من فهرست واحد; مرتّبة في ستّة أقسام:
إنّ قسماً كثيراً من كتب أصحابنا ذُكرت في أكثر من فهرست واحد، بل وبعض منها ذكر في فهارس خمسة أو ستّة أو سبعة، مثال ذلك كتب ابن أبي عُمير، فإنّها ذُكرت في فهارس سعد والحِميري وحميد وابن بطّة وابن الوليد وابن قولويه والشيخ الصدوق. وهذا يدل على أنّ كتب ابن عُمير كانت في الدرجة العليا من الاعتماد والحجّية عند قدماء أصحابنا.
ونذكر أسامي المؤلّفين الذين ذُكرت كتبهم في الفهارس الثمانية; ليتضح شهرة الكتب وعدمها:
۱ . آدم بن إسحاق بن آدم : ذكر في فهرست ابن بطّة.
ذكرنا أنّه لم يصل إلينا ولا نسخة واحدة من هذه الفهارس الثمانية، ونحن قمنا بجمعها من مطاوي كلام الشيخ الطوسي والنجاشي.
ومن المحتمل أنّه وصلت بعض هذه الفهارس بواسطة فهرست آخر إلى الشيخ والنجاشي، فيمكن عدم وصول هذه الفهارس بعينها ـ بلاواسطة ـ إليهما.[۱۶۱] وأخيراً ، لا أدّعي الكمال ، والكمال لله تعالى ، أو أنّي استوفيت كلّ ما بغيته من هذا المؤلَّف ، ولذا أستعين بك عزيزي القارئ ; لتتحفني بملاحظاتك القيّمة وانتقاداتك، أو ما تبديه قريحتك ممّا غفلتُ عنه .[۱۶۲]
اهتمّ قدماء أصحابنا(رحمهم الله) بكتابة أحاديث أهل بيت النبوّة(عليهم السلام) بالغ اهتمام ، فألّفوا كتباً كثيرة في هذا المجال ، وهذه الكتب نُقلت من طبقة إلى طبقة. وبعد أن كثرت المؤلّفات والكتب، قام أصحابنا بتأليف كتب الفهارس .
والمراد من الفهارس هي الكتب التي جُمعت فيها أسامي مؤلّفي الكتب مع ذكر الطرق إليها ، وكانت الجهة الأساسية في الفهارس هي الحجّية بحيث يُذكر فيها الطرق إلى الكتب من الأُصول وغيرها .
ومن أشهر الكتب في هذا المجال : كتاب فهرست أسماء مصنّفي الشيعة ( المعروف برجال النجاشي ) والفهرست للشيخ الطوسي ; فقد قام هذان العلمان بذكر جُلّ كتب قدماء أصحابنا مع ذكر طرقهما إليها ، وقد استندا في تأليفهما إلى الكتب الفهرستيّة التي أُلّفت قبلهما ، إذ أشارا في كتابيهما إلى ثمانية فهارس ، وهي : فهرست سعد بن عبد الله الأشعري ، وفهرست عبد الله بن جعفر الحِمْيَري ، وفهرست حميد بن زياد ، وفهرست ابن بطّة ، وفهرست ابن الوليد ، وفهرست ابن قولويه ، وفهرست الشيخ الصدوق ، وفهرست ابن عبدون .
وقد أنعم الله تبارك وتعالى عليَّ بأن وفّقني لجمع وتنظيم هذه الفهارس الثمانية.
نتعرّض في هذا الفصل لترجمه سعد بن عبد الله الأشعري وذكر مؤلّفاته، وأسامي مشايخه وتلامذته ، فها هنا مقالات أربعة :
المقالة الأُولى : ترجمة سعد
قال الشيخ الطوسي في فهرسته في ترجمة سعد بن عبد الله بعد ذكر أسامي بعض كتبه : "وله فهرست كتب ما رواه" .[۳۹۱] فهذه العبارة ظاهرة في أنّ لسعد بن عبد الله كتابَ فهرست ، كما أنّ لعبد الله بن جعفر الحميري وحميد بن زياد وابن بطّة وغيرهم، كتاب فهرست .
وقد جمعنا الموارد التي رواها الشيخ الطوسي والنجاشي(رحمهما الله) في كتابَيهما عن طريق سعد في مجال الفهرست .
قمنا ابتداءً بإحياء متن فهرست سعد بن عبد الله الأشعري باستقصاء جميع الموارد التي رواه الشيخ الطوسي في فهرسته والنجاشي في رجاله; بإسنادهما عن سعد بن عبد الله ، ورتّبنا الأسماء على ترتيب حروف المعجم ، وبعد الأسماء تعرّضنا لمن ذُكر بكُنيته في باب "الكُنى" .
منهجنا في تحقيق المتن : جعلنا "الأصل" لمتن فهرست سعد هو أوّل مصدر ذكرناه في الهامش ، وكلّ ما أضفناه لاستقامة العبارة جعلناه بين المعقوفتين.
منهجنا في تعليقاتنا على المتن : فقد ذكرنا في الهامش أموراً أربعة :
۱ . إبراهيم بن أبي محمود الخراساني : له مسائل ، ] أخبرنا بها [أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن إبراهيم بن أبي محمود.[۴۰۶] ۲ . أحمد بن إسحاق بن عبد الله الأشعري : له كتاب علل الصلاة ومسائل الرجال لأبي الحسن الثالث(عليه السلام) ، ] أخبرنا بهما [ .[۴۰۷] ۳ . أحمد بن النضر الخزّاز : له كتاب ، ] أخبرنا به [أحمد بن محمّد بن عيسى وأحمد بن أبي عبد الله ، عن محمّد بن خالد البرقي ، عن أحمد بن النضر الخزّاز الجعفي.[۴۰۸] ۴ . أحمد بن عمر الحلاّل : له كتاب ، ] أخبرنا به [أحمد بن أبي عبد الله ، عن محمّد بن علي الكوفي ، أحمد بن عمر.[۴۰۹]