سایت استاد مهدي خداميان آرانی
۱۰۰۵. کتاب الصحيح فى كشف بيت فاطمه (س) | |
تعداد بازديد : | ۱۷ |
موضوع: | كتب عربى |
نويسنده: | مهدى خداميان |
زبان : | عربی |
سال انتشار: | چاپ اول، ۱۳۸۵ |
انتشارات: | نشر وثوق |
در باره کتاب : | تحقيق ما روى عن ابىبكر فى كشف بيت فاطمه (س) |
الحديث عن فاطمة(عليها السلام) حديث عن الكوثر ، عن المحاسن والإحسان ، عن مَلَك قد تجلّى بصورة إنسان ، عن ليلة القدر حيث أضحت مهبطاً لوحي النبوّة ، عن عظمة امرأة وُصِفت بأنّها بضعة النبيّ وروحه التي بين جنبيه .
عن ثمرة النبوّة ، زهرة فؤاد شفيع الأُمّة ، ومَن أُنزل في شأنها وشأن زوجها وأولادها سورة "هل أتى" ، صاحبة الوصي الأمين، وأُمّ السبطين ، وجدّة الأئمّة الميامين ، وسيّدة نساء العالمين، من الأوّلين والآخرين .
السيّدة المفقودة ، الكريمة المظلومة ، الشهيدة المهظومة.
المنعوتة في الإنجيل ، الموصوفة بالبرّ والتبجيل ، جَدُّها الخليل ، ومادحها الجليل ، وخاطبها المرتضى بأمر أمين الوحي جبرئيل .
حصر القرآن أجر الرسالة المحمّدية بمودّة أهل البيت(عليهم السلام) (قُل لاَّ أَسْـَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى) ، هؤلاء الذين طهّرهم الله تعالى من كلّ دنس (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) .
وكان النبيّ(صلى الله عليه وآله) لا يترك مناسبة دون أن يستغلّها للتعريف بفضائل ومناقب أهل بيته(عليهم السلام)، يبيّنها لأصحابه ، ويطالب أُمّته بالتمسّك بالقرآن وعترته بعده، قائلاً: "إنّي تارك فيكم الثقلَين : كتاب الله وعترتي... وإنّ اللطيف أخبرني أنّهما لن يفترقا حتّى يَرِدا علَيَّ الحوض، فانظروني بمَ تُخلفوني فيهما"[۸] وقد أراد النبيّ لأُمّته أن تستظلّ بظلّ القرآن والعترة معاً ; لعلمه أنّ الأُمّة لن تنال مقام السعادتَين الدنيويّة والأُخروية من دون هداية ربّانية تتجسّد في قيادة إمامة لهذا المقام .
ولن تجد شخصية من شخصيات أهل البيت(عليهم السلام) أقرب وأحبّ إلى قلب النبيّ مثل فاطمة(عليها السلام) ، ولم يكن ذلك بخفيٍّ بخاف على أحد من صحابة النبيّ(صلى الله عليه وآله) يومذاك .
وصلت أحاديث كثيرة عن نبيّ الإسلام في فضائل فاطمة(عليها السلام) ، نكتفي في هذا المقام بذكر عشرة أحاديث من تلك المنقولة في كتب أهل السنّة ، والتي ذكرت فضائلها فيها بما لا يدع مجالاً للتشكيك أو التفسير بالمقلوب .
۱. روى مسلم النيسابوري في صحيحه بإسناده عن المِسوَر بن مَخرَمة في حديث قال: "قال رسول الله: إنّ فاطمة بَضعة منّي، يؤذيني ما آذاها"[۱۰] ورواه البخاري في صححيحه بإسناده عن المِسوَر بن مَخرَمة أنّ رسول الله قال: "فاطمة بضعة منّي، فمن أغضبها أغضبني"[۱۱] ۲. روى البخاري في صحيحه بإسناده عن عائشة أنّها قالت: "إنّا كنّا أزواج النبيّ(صلى الله عليه وآله) عنده جميعاً لم تغادر منّا واحدة، فأقبلَت فاطمة(عليها السلام) تمشي، لا والله ما تَخفي مِشيتها من مشية رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فلمّا رآها رحّب بها وقال: "مرحباً بابنتي"، ثمّ أجلسها عن يمينه ـ أو عن شماله ـ سارّها فبكت بكاءً شديداً، فلمّا رأى حزنها سارّها الثانية إذا هي تضحك، فقلت لها من بين نسائه: خصّكِ رسول الله(صلى الله عليه وآله) بالسرّ من بيننا، ثمّ أنت تبكين! فلمّا قام رسول الله(صلى الله عليه وآله) سألتُها عمّا سارّكِ؟ قالت: ما كنت لأفشي على رسول الله(صلى الله عليه وآله) سرّه.
حصلت بعد وفاة النبيّ حوادث غير طيّبة ، كان منها نسيان الناس بصورة تكاد تكون مطلقة لمنزلة أهل البيت(عليهم السلام) من النبيّ(صلى الله عليه وآله) والرسالة ، خصوصاً ابنته الوحيدة فاطمة(عليها السلام).
في عهد النبيّ(صلى الله عليه وآله) كانت فاطمة عزيزة ، ولكن ما أن فارق النبيّ الحياة حتّى تأسّس أساس الظلم والجور عليها وعلى الآل من أهل بيتها المطهّرون .
يا ترى ماذا جرى حتّى تصرّفت هذه الأُمّة هكذا مع آل بيت نبيّها ؟ كيف يُعقَل أنّها نست هذه الآية الشريفة : (قُل لاَّ أَسْـَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)[۲۴] ألم يوصيهم نبيهم بقوله : "أُذكّركم اللهَ في أهل بيتي، أُذكّركم الله في أهل بيتي، أُذكّركم الله في أهل بيتي"؟![۲۵]
جاء في مصادر سنّية مختلفة وبأسانيد عديدة أنّ عبد الرحمن بن عوف عاد أبا بكر في نزعه الأخير ، فَجَرت بينهما محاورة ، وكان فيما قال له ابن عوف : "لم تزل صالحاً مصلحاً مع أنّك لا تأسى على شيء من الدنيا".
فيقول له أبو بكر : "أجل، لا آسي على شيء من الدنيا إلاّ على ثلاث فعلتُهنّ وَدَدت أنّي لو تركتُهنّ، وثلاث تركتهنّ وددتُ أنّي فعلتهنّ، وثلاث وددت لو أنّي سألت عنهنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله)".
ثمّ يذكر الموارد التي ودّ أنّه لم يفعلها ، ومن تلك الموارد ما اعترف به بقوله :
"وددتُ أنّي لم أكشف بيتَ فاطمةَ عن شيء، وإن كانوا أغلقوه على الحرب".
نبتدئ بذكر السند، ثمّ نتعرّض لشرح حال رجاله:
روى ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق عن أبي عبد الله الخلاّل وأبي القاسم غانم بن خالد، عن أبي الطيّب بن شَمَة، عن أبي بكر بن المقري، عن محمّد بن زبّان، عن محمّد بن رُمح، عن الليث، عن علوان[۳۶۳۷] وقع في هذا السند اثنا عشر رجلاً، سنتعرّض لشرح حال كلّ واحد منهم رجالياً:
ابن عساكر الدمشقي
نبتدئ بذكر السند الثاني، ثمّ نتعرّض لشرح حال رجاله:
روى الطبري في تاريخه عن يونس بن عبد الأعلى قال: حدّثنا يحيى بن عبد الله بن بكير قال: حدّثنا الليث بن سعد قال: حدّثنا علوان[۱۲۱۱۲۲] وقع في هذا السند ثمانية رجال، ونحن تعرّضنا سابقاً لشرح حال الليث بن سعد وعلوان وصالح بن كيسان وعبد الرحمن بن عوف، والآن نتكلّم في شرح حال بقيّة رجال السند:
محمّد بن جرير الطبري
نبتدئ بذكر السند، ثمّ نتعرّض لشرح حال رجاله:
روى الطبراني في (المعجم الكبير) عن أبي الزِّنباع روح بن الفرج المصري، عن سعيد بن عُفَير، عن علوان بن سعيد البَجَلي، عن حميد بن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن صالح بن كيسان، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه[۱۵۳] وقع في هذا السند ثمانية رجال، ونحن تعرّضنا سابقاً لشرح حال علوان وصالح بن كيسان وحميد بن عبد الرحمن بن عوف وعبد الرحمن بن عوف، والآن نتكلّم في شرح حال بقيّة رجال السند:
سليمان بن أحمد الطبراني
روى ابن عساكر هذا الخبر بهذا السند ـ أيضاً ـ في تاريخه، فقال:
أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد وجماعة في كتبهم عن أبي بكر محمّد بن عبد الله بن ريذة، عن سليمان بن أحمد، عن أبي الزِّنْباع روح بن الفرج المصري، عن سعيد بن عُفَير، عن علوان بن داود البَجَلي، عن حميد بن عبد الرحمن بن حميد بن عوف، عن صالح بن كيسان، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه[۱۷۳] والمراد من سليمان بن أحمد هو الطبراني صاحب المعجم الكبير، وفي الواقع هذا هو طريق ابن عساكر إلى الحافظ الطبراني، فإنّه روى أكثر من خمسين مورداً عن هذا الطريق من الطبراني[۱۷۴] ونحن الآن نتعرّض لشرح طريق ابن عساكر إلى المعجم الكبير، فقد ذُكر في هذا الطريق رجلان ثقتان، وهما:
نبتدئ بذكر السند الخامس، ثمّ نتعرّض لشرح حال رجاله:
روى ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق عن أبي القاسم بن السوسي وأبي طالب الحسيني، عن عليّ بن محمّد، عن أبي محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن خيثمة بن سليمان، عن أبي محمّد عبد الله بن زيد بن عبد الرحمن البَهراني[۱۸۰۱۸۱] وقع في هذا السند ثلاثة عشر رجلاً ، ونحن تعرّضنا سابقاً لشرح حال علوان وصالح بن كيسان وحميد بن عبد الرحمن بن عوف وعبد الرحمن بن عوف، والآن نتكلّم في شرح بقيّة رجال السند:
نصر بن أحمد السوسي
نبتدئ بذكر السند، ثمّ نتعرّض لشرح حال رجاله:
روى ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق عن أبي البركات عبد الله بن محمّد بن الفضل الفَراوي وأُمّ المؤيّد نازتين المعروفة بجمعة بنت أبي حرب محمّد بن الفضل بن أبي حرب، عن أبي القاسم الفضل بن أبي حرب الجرجاني، عن أبي بكر أحمد بن الحسن، عن أبي العبّاس محمّد بن يعقوب[۲۱۴۲۱۵] وقع في هذا السند اثنا عشر راوياً، ونحن تعرّضنا سابقاً لشرح حال ليث بن سعد وصالح بن كيسان وحميد بن عبد الرحمن بن عوف وعبد الرحمن بن عوف، والآن نتكلّم في شرح حال بقيّة رجال السند:
عبد الله بن محمّد بن الفضل الفَراوي
نبتدئ بذكر السند، ثمّ نتعرّض لشرح حال رجاله:
روى ابن عبد ربّه القرطبي في العقد الفريد عن أبي صالح، عن محمّد بن وضّاح، عن محمّد بن رمح بن المهاجر التجيبي، عن الليث بن سعد، عن علوان[۲۴۷۲۴۸] ابن عبد ربّه
قال الذهبي: "ابن عبد ربّه، العلاّمة الأديب الأخباري، صاحب كتاب العقد، أبو عمر أحمد بن محمّد بن عبد ربّه بن حبيب بن حُدَير المرواني، مولى أمير الأُندلس هشام بن الداخل الأُندلسي القرطبي، سمع بقي بن مَخلَد وجماعة، وكان موثّقاً نبيلاً بليغاً شاعراً"[۲۴۹]
نبتدئ بذكر السند، ثمّ نتعرّض لشرح حال رجاله:
روى الحاكم النيسابوري قسماً من الخبر، عن الحسين بن الحسن بن أيّوب، عن عليّ بن عبد العزيز، عن سعيد بن عُفَير، عن علوان بن داود، عن صالح بن كيسان، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه.
وقع في هذا السند ثمانية رجال، ونحن تعرّضنا سابقاً لشرح حال سعيد بن عُفَير وعلوان وصالح بن كيسان وحميد بن عبد الرحمن بن عوف وعبد الرحمن بن عوف، والآن نتكلّم في شرح حال بقيّة رجال السند:
الحاكم النَّيسابوري
نبتدئ بذكر السند، ثمّ نتعرّض لشرح حال رجاله:
قال الطبري في تاريخه: حدّثني محمّد بن إسماعيل المرادي قال: حدّثنا عبد الله بن صالح المصري قال: حدّثني الليث عن علوان بن صالح[۲۶۸۲۶۹] وترى في هذا السند رواية حميد بن عبد الرحمن بن عوف الخبر، دون أن يصرّح أنّه رواه عن أبيه.
وكيف كان فقد وقع في هذا السند سبعة رجال، ونحن تعرّضنا سابقاً لشرح حال الليث بن سعد وعلوان وصالح بن كيسان وحميد بن عبد الرحمن بن عوف وعبد الرحمن بن عوف، والآن نتكلّم في شرح حال بقيّة رجال السند:
روى الجوهري في كتاب السقيفة وفدك قسماً من الخبر عن أبي زيد قال: حدّثني محمّد بن عبّاد قال: حدّثني أخي سعيد بن عبّاد عن الليث بن سعد، عن رجاله[۲۷۷] ولا يخفى عليك أنّ المراد من قوله: "عن رجاله" هو عن علوان، عن ابن كيسان، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبيه عبد الرحمن بن عوف; بقرينة ما ذكر في السند الأوّل والسابع والثامن والعاشر والخامس عشر، فراجع.
وكيف كان فقد وقع في هذا السند خمسة رجال، ونحن تعرّضنا سابقاً لشرح حال الليث بن سعد، والآن نتكلّم في شرح حال بقيّة رجال السند:
أحمد بن عبد العزيز الجوهري
نبتدئ بذكر السند، ثمّ نتعرّض لشرح حال رجاله:
روى أبو عبيد البغدادي في كتاب الأموال قسماً من الخبر عن سعيد بن عُفَير، قال: حدّثني علوان بن داود، عن حميد بن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن صالح بن كيسان، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه عبد الرحمن[۲۸۹] وقد وقع في هذا السند سبعة رجال، ونحن تعرّضنا سابقاً لشرح حال رجال السند، وبقي الكلام في أبي عبيد البغدادي، فنقول:
أبو عبيد البغدادي
نبتدئ بذكر السند، ثمّ نتعرّض لشرح حال رجاله:
روى البلاذري في فتوح البلدان قسماً من الخبر عن القاسم بن سلام قال: حدّثنا عبد الله بن صالح كاتب الليث بن سعد، عن علوان بن صالح[۲۹۵۲۹۶] ونحن نجد سقطاً في آخر هذا السند; لأنّ حميد بن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف (الذي عبّرنا عنه بحميد بن عبد الرحمن الحفيد)، روى هذا الخبر عن صالح بن كيسان، عن عبد الرحمن بن عوف; وذلك بقرينة ما ذكرناه في السند الرابع والثاني عشر، فراجع.
وكيف كان، فقد وقع في هذا السند ستّة رجال، ونحن تعرّضنا سابقاً لشرح حالهم، فبقي الكلام في البلاذري، فنقول:
نبتدئ بذكر السند، ثمّ نتعرّض لشرح حال رجاله:
روى ابن زَنجَوَيه في كتاب الأموال عن عثمان بن صالح، حدّثني الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي، حدّثني علوان[۲۹۹۳۰۰] وقع في هذا السند ستّة رجال، ونحن تعرّضنا سابقاً لشرح حال أربعة منهم، وبقي الكلام في شرح حال ابن زَنجَوَيه وعثمان بن صالح المصري، فنقول:
ابن زَنجَوَيه
نبتدئ بذكر السند، ثمّ نتعرّض لشرح حال رجاله:
روى ابن بابويه في كتاب الخصال عن المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلوي السمرقندي، عن جعفر بن محمّد بن مسعود العيّاشي، عن أبيه، عن محمّد بن حاتم، عن عبد الله بن حمّاد وسليمان بن معبد، عن عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، عن علوان بن داود بن صالح[۳۱۱۳۱۲] ذُكر في الأصل "عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه"، وهذا تصحيف، والصحيح ما أثبتنا; بقرينة ما ذكره ابن عساكر والطبراني وابن عبد ربّه القرطبي وأبو عبيد البغدادي، فإنّهم ذكروا بأجمعهم أنّه روى: صالح بن كيسان عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه[۳۱۳] ففي الواقع زاد النُّسّاخ في الخصال كلمة "عبد الرحمن"، فذكروا "عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف" بدل "حميد بن عبد الرحمن بن عوف".
بعد ذكر الأسانيد الخمسة عشر والتحقيق في رجالها، نشرع ـ تتميماً للفائدة ـ بذكر المصادر التي نقَلَت الخبر (مرسلاً كان أو مسنداً).
۱ ـ تاريخ الطبري ج ۲ ص ۶۱۹.
۲ ـ تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ج ۳۰ ص ۴۱۷.
۳ ـ المعجم الكبير للحافظ الطبراني ج ۱ ص ۶۲.
ذكرنا بالتفصيل ما يرجع إلى شرح رواة هذا الخبر بأسانيده المتعدّدة، ولكن نعتقد أنّ الجمع والإحاطة الكلّية بهذه الأسانيد بحاجة إلى توضيح أكثر; من أجل اطّلاع القارئ على هذا الخبر بصورة أوسع; ولهذا سوف نقوم بدراسة أسانيد خبر عبد الرحمن بن عوف في على مرحلتين. وها هنا مقامان:
التدقيق في طبقات نقل الخبر مهمّ جدّاً، ومدعاة لوضوحه أكثر، خصوصاً وأنّنا سنطرح جميع الأسانيد مع بعض بما يضمن حصول فوائد متعدّدة:
الطبقة الأُولى
رُويَ في جميع الأسانيد "عن عبد الرحمن بن عوف عن أبي بكر".
الطبقة الثانية
والآن نذكر المراحل التي مرّت على هذا الخبر ونقلِه بواسطة شيوخ الحديث من بلد إلى بلد، فنقول: إنّ لهذا الخبر مراحلَ ستّاً:
المرحلة الأُولى
في هذه المرحلة كانت كلّ الأسانيد مشتركة في أنّ منشأ الخبر هو المدينة المنوّرة، فإنّ عبد الرحمن وابنه وكذلك حفيده وصالح بن كيسان، قاموا بنقل هذا الخبر في المدينة.
المرحلة الثانية
والآن حان الوقت للشروع في ذكر متن الخبر، بعد أن أشرنا في الفصل السابق إلى طرق الخبر العديدة وأسانيده، وتناولنا صحّة هذه الطرق بالبحث العلمي الدقيق.
ولسوف نقوم في هذا الفصل أوّلاً بذكر جميع متون الخبر التي نُقلت بأسانيد مختلفة، ومن ثمّ نقوم بذكر الشواهد التاريخية لهذا الخبر، وها هنا مرحلتان.
نذكر أوّلاً متن الخبر الذي جاء في الإسناد الأوّل، لاعتقادنا أنّ الإسناد الأوّل هو أصحّ الأسانيد، وطبعاً لسوف نقوم في المرحلة التالية بمطابقة متون كلّ سند من تلك الأسانيد مع بعض.
دخل عبد الرحمن بن عوف على أبي بكر في مرضه فأصابه مُفيقاً، فقال له عبد الرحمن: أصبحتَ والحمد لله بارئاً.
فقال أبو بكر: تراه؟
قال: نعم.
قد عرفت في هذا الخبر أنّ أبا بكر ودّ تسعة أُمور:
الأوّل: عدم كشف بيت فاطمة.
الثاني: عدم إحراق الفُجاءة السّلَمي.
الثالث: عدم قبول الخلافة.
قال ابن أبي شيبة في المصنّف: "حدّثنا محمّد بن بشر، حدّثنا عبيد الله بن عمر، حدّثنا زيد بن أسلم عن أبيه أنّه قال:
حين بُويع لأبي بكر بعد رسول الله، كان عليّ والزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول الله، فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم، فلمّا بلغ ذلك عمر بن الخطّاب خرج حتّى دخل على فاطمة، فقال: يا بنت رسول الله، والله ما من أحد أَحبُّ إلينا من أبيك، وما من أحد أحبّ إلينا بعد أبيك منك، وأيم الله، ما ذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندكِ، إن أمرتُهم أن يُحرَّق عليهم البيت!
قال: فلمّا خرج عمر جاؤوها، فقالت: تعلمون أنّ عمر قد جاءني، وقد حلف بالله لئن عدتم ليحرقنّ عليكم البيت، وأيم الله ليمضينّ لما حلف عليه، فانصرفوا راشدين، فروا رأيكم ولا ترجعوا إليَّ. فانصرفوا عنها، فلم يرجعوا إليها حتّى بايعوا لأبي بكر"[۴۴۳]
قال الطبري: "حدّثنا ابن حميد قال: حدّثنا مغيرة عن زياد بن كليب قال:
أتى عمرُ بن الخطّاب منزلَ عليّ وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين، فقال: والله لأحرقنّ عليكم أو لتَخرجُنّ إلى البيعة! فخرج عليه الزبير مصلتاً بالسيف، فعثر فسقط السيف من يده، فوثبوا عليه فأخذوه"[۴۸۷] والآن نتعرّض لشرح رجال هذا الخبر، فنقول:
قال الجوهري في السقيفة وفدك: "أخبرنا أبو زيد عمر بن شبّة قال: حدّثنا إبراهيم بن المنذر عن ابن وهب، عن ابن لَهِيعة، عن أبي الأسود:
غضب رجال من المهاجرين في بيعة أبي بكر بغير مشورة، وغضب عليّ والزبير فدخلا بيت فاطمة معهما السلاح، فجاء عمر في عصابة، منهم أسيد بن خضير وسلمة بن سلامة بن وقش وهما من بني عبد الأشهل، فصاحت فاطمة(عليها السلام)وناشدتهم الله، فأخذوا سيفَي عليّ والزبير فضربوا بهما الجدار حتّى كسروهما.."[۵۰۱] والآن نتعرّض لشرح رجال هذا الخبر، فنقول: