کتب دکتر مهدی خدامیان آرانی - سایت نابناک

سایت استاد مهدي خداميان آرانی

در حال بارگذاری

    السند الثاني عشر

      السند الثاني عشر


    نبتدئ بذكر السند، ثمّ نتعرّض لشرح حال رجاله:
    روى أبو عبيد البغدادي في كتاب الأموال قسماً من الخبر عن سعيد بن عُفَير، قال: حدّثني علوان بن داود، عن حميد بن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن صالح بن كيسان، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه عبد الرحمن[289]
    وقد وقع في هذا السند سبعة رجال، ونحن تعرّضنا سابقاً لشرح حال رجال السند، وبقي الكلام في أبي عبيد البغدادي، فنقول:
    أبو عبيد البغدادي
    ذكره البخاري في تاريخه قائلاً: "القاسم بن سلام، أبو عبيد البغدادي، سمع شريكاً ويحيى القطّان"[290]
    وذكر الرازي أنّه سأل أباه عنه فقال: "كنت أراه في مسجده وقد أحدق به قوم معلّمون ولم أرَ عنده أهل الحديث، فلم أكتب عنه، وهو صدوق"[291]
    وذكر الخطيب البغدادي أنّه كان ذا فضل ودين وستر ومذهب حَسَن... والرواة عنه مشهورون ثقات، ذوو ذكر ونبل"[292]
    وذكره المزّي قائلاً: "القاسم بن سلام البغدادي أبو عبيد، الفقيه القاضي الأديب، المشهور، صاحب التصانيف المشهورة، والعلوم المذكورة"[293]
    تُوفّي سنة أربع وعشرين ومئتين[294]
    وقد ذكرنا سابقاً أنّ الكثير من المحدّثين كتموا كلّ رواية أو خبر فيه نقد موجّه إلى ذوي السلطة في صدر الإسلام، وحجّتهم في ذلك أنّه لا يصحّ توجيه اللوم والنقد لصحابة النبيّ!
    ولذلك تراهم تارةً يكتمون كلّ الرواية أو الخبر ، وتارةً يحذفون أجزاء منهما ممّا فيه نقد موجّه إلى بعض رجالات السلطة ، ويأتون بباقي الخبر الذي لا يتضمّن نقداً .
    ومن هؤلاء أبو عبيد البغدادي، الذي لم يكن يتوانى عن حجب الحقائق لأجل الدفاع عن الحاكم الأوّل!
    بيان ذلك: جاء في قسم من هذا الخبر أنّ أبا بكر قال: "فوددت أنّي لم أكشف بيت فاطمة عن شيء"، فيما يذكر أبو عبيد الخبر هكذا: "قال أبو بكر: وددت أنّي لم أكن أفعل كذا وكذا; لخلّة ذكرها"، ثمّ قال: "لا أُريد ذكرها"!
    فإذا كان أبو عبيد القاسم بن سلام وأمثاله يتحامَون عن ذكر أصل كشف بيت فاطمة(عليها السلام)، فهل يُترقَّب ممّن ذكره عنهم أن يعني بتفاصيل هذا الهجوم ونتائجه المروّعة على الزهراء سلام الله عليها بوصفها الوجه البارز في مخاطبة القوم؟
    ولسوف نتكلّم بالتفصيل حول متن الخبر في الفصل الآتي إن شاء الله تعالى، فارتقب.
    إذن، تحصّل من جميع ما ذكرنا أنّ رجال هذا السند كلّهم من الثقات، إلاّ حميد بن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، فإنّه لم يُذكر له توثيق صريح في كتب الرجال كما قلنا. ونحن عبّرنا عنه سابقاً بحميد بن عبد الرحمن الحفيد; تمييزاً عن جدّه حميد بن عبد الرحمن.
    والآن نتعرّض لتاريخ الخبر وذكر الأمكنة التي نُقل فيها، فنقول:
    إنّ عبد الرحمن بن عوف نقل هذا الخبر لولده حميد بن عبد الرحمن، الذي قام بدوره بنقله لصالح بن كيسان، وسمع بعد ذلك حميد بن عبد الرحمن الحفيد هذا الخبر من صالح بن كيسان، وكلّ ذلك كان في المدينة المنوّرة، وبعد ذلك لمّا سافر علوان بن داود الكوفي إلى المدينة، سمع هذا الخبر من حميد بن عبد الرحمن الحفيد، وأيضاً لمّا سافر علوان بن داود إلى مصر وصار شيخ الحديث فيها، سمع منه سعيد بن عُفَير الخبر، وحينما سافر القاسم بن سلام البغدادي إلى مصر سمعه من سعيد بن عُفَير، فأدرجه في كتابه الأموال.
    والحاصل، أنّ هذا الخبر بهذا السند: مدنيّ، ثمّ مصري، ثمّ بغدادي.


نوشته ها در باره این

نظر شما

.شما در حال ارسال نظر براي از كتاب الصحيح فى كشف بيت فاطمه (س) نوشته مهدى خداميان هستید

‌اگر مي خواهيد مطلب ديگري - كه ربطي به اين ندارد- براي من بفرستيداينجا را كليك كنيد.


عنوان این فیلد نمی تواند خالی باشد.
متن نظر شما
لطفا ایمیل خود را وارد کنید * این فیلد نمی تواند خالی باشد.لطفا ایمیل را صحیح وارد نمایید.
لطفا نام خود را وارد نمایید


ابتدای متن