کتب دکتر مهدی خدامیان آرانی - سایت نابناک

سایت استاد مهدي خداميان آرانی

در حال بارگذاری

    صحيحة أبي الأسود

      صحيحة أبي الأسود



    قال الجوهري في السقيفة وفدك: "أخبرنا أبو زيد عمر بن شبّة قال: حدّثنا إبراهيم بن المنذر عن ابن وهب، عن ابن لَهِيعة، عن أبي الأسود:
    غضب رجال من المهاجرين في بيعة أبي بكر بغير مشورة، وغضب عليّ والزبير فدخلا بيت فاطمة معهما السلاح، فجاء عمر في عصابة، منهم أسيد بن خضير وسلمة بن سلامة بن وقش وهما من بني عبد الأشهل، فصاحت فاطمة(عليها السلام)وناشدتهم الله، فأخذوا سيفَي عليّ والزبير فضربوا بهما الجدار حتّى كسروهما.."[501]
    والآن نتعرّض لشرح رجال هذا الخبر، فنقول:
    أحمد بن عبد العزيز الجوهري البصري
    قال ابن أبي الحديد عند ذكر الأخبار التي ذكرها من كتابه السقيفة وفدك: "أبو بكر الجوهري هذا عالم محدّث كثير الأدب، ثقة ورع، أثنى عليه المحدّثون، ورووا عنه مصنّفاته"[502]
    تُوفّي سنة ثلاث وعشرين ومئة.
    عمر بن شبّة، أبو زيد
    قال الرازي: "عمر بن شبّة بن عبيدة النميري، أبو زيد النحوي البصري، نزيل سامراء... هو صدوق، صاحب عربية وأدب، أخبرنا عبد الرحمن[503504]
    وقال الخطيب البغدادي: "حدّثني الحسن بن محمّد الخلاّل عن أبي الحسن الدارقطني قال: عمر بن شبّة، أبو زيد النميري، ثقة"[505]
    تُوفّي سنة اثنتين وستّين ومئتين.
    إبراهيم بن المنذر
    ذكره البخاري في تاريخه قائلاً: "إبراهيم بن المنذر الحزامي، أبو إسحاق المدني"[506]
    وقال الذهبي: "إبراهيم بن المنذر، الإمام الحافظ الثقة، أبو إسحاق القرشي الأسدي الحزامي المدني، سمع من: سفيان بن عُيينة والوليد بن مسلم وعبد الله بن وهب"[507]
    وقال الرازي: "إبراهيم بن المنذر الحزامي... سُئل أبي عنه فقال: صدوق"[508]
    ووثّقه الخطيب البغدادي، وذكر أنّه ورد بغداد وحدّث بها[509]
    ولقد أخرج عنه: البخاري وابن ماجة القزويني والترمذي، واحتجّوا بروايته[510]
    توفّي سنة ستّ وثلاثين ومئتين.
    عبد الله بن وهب
    قال المزّي: "عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي الفهري، أبو محمّد المصري الفقيه"[511]
    وذكر أنّ يحيى بن معين وثّقه[512]
    وقال ابن عدي: "وعبد الله بن وهب من أجلّة الناس ومن ثقاتهم"[513]
    وقال الذهبي: "عبد الله بن وهب بن مسلم، الإمام شيخ الإسلام، أبو محمّد الفهري، مولاهم المصري الحافظ".
    ونقل عن أحمد بن صالح الحافظ قوله: "حدّث ابن وهب بمئة ألف حديث، ما رأيت أحداً أكثر حديثاً منه"[514]
    ولقد أخرج عنه: مسلم وابن ماجة القزويني والنسائي وأبو داود السجستاني، واحتجّوا بروايته[515]
    تُوفّي سنة سبع وتسعين ومئة.
    عبد الله بن لَهِيعة
    قال الذهبي: "عبد الله بن لَهِيعة بن عقبة، القاضي الإمام الحجّة العلاّمة، محدّث ديار مصر مع الليث، أبو عبد الرحمن الحضرمي الأعدولي"[516]
    ونقل الذهبي كلام أحمد بن حنبل فيه: "مَن كان مثل ابن لَهِيعة بمصر في كثرة حديثه وضبطه واتّقانه؟!"[517]
    ولقد أخرج عنه: مسلم وابن ماجة القزويني وأبو داود السجستاني والترمذي، واحتجّوا بروايته[518]
    أبو الأسود
    قال الرازي: "ظالم بن عمرو بن سفيان، أبو الأسود الديلي (الدُّئِلي، روى عن عمر وعليّ وأبي ذرّ".
    وقال: "سُئل يحيى بن معين عنه، فقال: هو أوّل من تكلّم في النحو، بصري ثقة"[519]
    وذكر الذهبي أنّ أحمد العجلي قال فيه: "ثقة، كان أوّلَ من تكلّم في النحو".
    ثمّ قال: "قاتل يوم الجمل مع عليّ بن أبي طالب، وكان من وجوه الشيعة، ومن أكملهم عقلاً ورأياً، وقد أمره عليّ رضي الله عنه بوضع شيء في النحو لمّا سمع اللحن، قال: فأراه أبو الأسود ما وضع، فقال عليّ: ما أحسنَ هذا النحو الذي نحوت، فمِن ثَمّ سُمّي النحو نحواً"[520]
    توفّي أبو الأسود سنة خمس وثمانين.
    فتحصّل من جميع ما ذكرنا أنّ جميع رواة هذا الخبر من الثقات، وعليه فهذا الخبر من الأخبار الصحاح.

    * * *


    وتحصّل من جميع ما سردناه لك في هذا الكتاب صحّة خبر عبد الرحمن بن عوف مع ثلاثة أخبار أُخرى، هي: (صحيحة أسلم العدوي، وصحيحة ابن كُلَيب، وصحيحة أبي الأسود).
    وكلّها حاكية عن أن هذه الأمّة لم تَرْعَ حرمة آل النبي بعد وفاته، فنحن نقرأ في كلّ هذه الأخبار أنّ أبا بكر يتمنّى آخر لحظات عمره أنّه لم يكشف بيت فاطمة(عليها السلام)، وفي أُخرى غيرها أنّ عمر قال لفاطمة(عليها السلام): "وأيمُ الله ما ذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفرُ عندكِ، إن أمرتهم أن يُحرَّق عليهم البيت!".
    أليس هذا البيت هو البيت الذي كان يمرّ رسول الله ببابه ستّة أشهر إذا خرج لصلاة الفجر فيقول: "الصلاة الصلاة: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) "؟![521]
    وأليست صاحبة البيت هي تلك التي قال فيها رسول الله(صلى الله عليه وآله): "فاطمةُ بَضعة منّي، فمن أغضبها أغضبني"؟![522]
    هل هكذا تحفظ حرمة الأنبياء بعد وفاتهم؟ فلمُ يبلَ كفن نبيّهم بعدُ حتّى هجموا على ذلك البيت الذي لطالما سلّم هو على أهله ببابه، هجموا عليه بلا استئذان من صاحبه، ولطالما كان الوحي يستأذن قبل نزوله فيه!
    هل هكذا تحفظ حرمة آل النبي من بعده، فما أن أغمض عينيه عن هذه الدنيا حتى هجموا على دار وحيدته وقرة عينه الزهراء؟!
    هل كان ذلك تفسيرهم لقوله تعالى: (قُل لاَّ أَسْـَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى)؟![523]
    يا فاطمة الزهراء، يا أُمّ أهل بيت النبوّة، يا من لم يُسلِّها أحد من أُمّة أبيها بوفاته بغير الهجوم على بيتها محاولين حرقَه عليها وعلى بعلها وولديها الذين أذهب الله الرجس عنهم وطهّرهم تطهيراً.
    سيّدتي، هذا القلم قد بكى فوق وريقاتي هذه ليحكي قصّة مظلوميتك، يحتاج نظرك إليه.
    وهذا الحبّ الذي يضطرم في قلبي كان حافزي على كتابة هذه السطور وتسويد هذه الوريقات، ليس لي همّ غير أن أحظى برضاكِ وقبولك هديتي المُزجاة، راجياً الشفاعة، ومَن غيرُكِ أهلاً لها يوم يقوم الأشهاد، وينادي منادي السماء أن غضّوا أبصاركم لتمرّ فاطمة بنت محمّد، في تلك اللحظة أرفع الطَّرْف عسى أن تقع عيناكِ على خادمك المسكين.
    أنتِ ابنة أكرم الكائنات، هل يُعقَل أن تغفلي عنّي في تلك اللحظات التي يفرّ فيها المرء من أُمّه وأبيه وأخيه ومن صاحبته وبنيه، وأن تنسيني أكابد وحدتي وغربتي أحمل خطاياي على كتفي؟! حاشاكِ ثمّ حاشاكِ.
    ما هكذا ظنّي أن تنسيني يوم الحشر، أبداً!
    وليعلم الناس جميعاً أنّنا عقدنا قلوبنا بعقد محبّتك ومحبّة أبيكِ وبعلِكِ وأولادك، وأنّنا ماضون على ذلك حتّى تفنى نفوسنا في ذلك العشق.
    وأخيراً، فللّه الحمد والشكر أن هيّأ لي الفرص لإتمام هذا الكتاب، ووفّقني وسهّل علَيّ ما صعب من مراحله ، وأُثني عليه جزيل عطائه وجميل فعاله، أنّه وليّ حميد .
    سائلاً أن يثيبنا على ما بذلنا من الجهد ، وأن يجعله كتاباً ينتفع به المؤمنون ، وبالخصوص أُولئك الباحثين عن الحقيقة والذين يجدون صعوبة في استنباط ما يؤدّي إليها; بسبب تحريف المحرّفين وتشكيك المشكّكين، والله وليّ المؤمنين.
    وختاماً، أرجو منه تبارك وتعالى لي ولإخواني القرّاء قبول هذا العمل المتواضع خالصاً لوجهه الكريم ، فننال به رضاه ، وأن يجعل سعينا كلّه ذخيرة للفوز في المعاد، والقرب من نبيّه محمّد وآله الأطهار الميامين ، صلوات الله عليهم أجمعين ، والحمد لله ربّ العالمين .
    مهدي خدّاميان الآراني
    محرّم الحرام / 1430 هـ ـ قمّ المقدّسة


نوشته ها در باره این

نظر شما

.شما در حال ارسال نظر براي از كتاب الصحيح فى كشف بيت فاطمه (س) نوشته مهدى خداميان هستید

‌اگر مي خواهيد مطلب ديگري - كه ربطي به اين ندارد- براي من بفرستيداينجا را كليك كنيد.


عنوان این فیلد نمی تواند خالی باشد.
متن نظر شما
لطفا ایمیل خود را وارد کنید * این فیلد نمی تواند خالی باشد.لطفا ایمیل را صحیح وارد نمایید.
لطفا نام خود را وارد نمایید


ابتدای متن