کتب دکتر مهدی خدامیان آرانی - سایت نابناک

سایت استاد مهدي خداميان آرانی

در حال بارگذاری

    صحيحة أسلم العدوي

      صحيحة أسلم العدوي



    قال ابن أبي شيبة في المصنّف: "حدّثنا محمّد بن بشر، حدّثنا عبيد الله بن عمر، حدّثنا زيد بن أسلم عن أبيه أنّه قال:
    حين بُويع لأبي بكر بعد رسول الله، كان عليّ والزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول الله، فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم، فلمّا بلغ ذلك عمر بن الخطّاب خرج حتّى دخل على فاطمة، فقال: يا بنت رسول الله، والله ما من أحد أَحبُّ إلينا من أبيك، وما من أحد أحبّ إلينا بعد أبيك منك، وأيم الله، ما ذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندكِ، إن أمرتُهم أن يُحرَّق عليهم البيت!
    قال: فلمّا خرج عمر جاؤوها، فقالت: تعلمون أنّ عمر قد جاءني، وقد حلف بالله لئن عدتم ليحرقنّ عليكم البيت، وأيم الله ليمضينّ لما حلف عليه، فانصرفوا راشدين، فروا رأيكم ولا ترجعوا إليَّ. فانصرفوا عنها، فلم يرجعوا إليها حتّى بايعوا لأبي بكر"[443]
    والآن نتعرّض لشرح رجال هذا الخبر، فنقول:
    ابن أبي شيبة
    قال الخطيب البغدادي: "عبد الله بن محمّد بن إبراهيم بن عثمان، أبو بكر العبسي، المعروف بابن أبي شيبة، من أهل الكوفة... كان متقناً حافظاً مكثراً، صنّف المسند والأحكام والتفسير، وقدم بغداد وحدّث بها"[444]
    وذكره العجلي قائلاً: "عبد الله بن محمّد بن إبراهيم، وهو ابن أبي شيبة، كوفي ثقة، وكان حافظاً للحديث"[445]
    وقال الذهبي: "عبد الله بن محمّد القاضي أبو شيبة، إبراهيم بن عثمان بن خواستي، الإمام العلم، سيّد الحفّاظ، وصاحب الكتب الكبار: المسند والمصنّف والتفسير"[446]
    ثمّ نقل أنّ أحمد بن حنبل قال عنه: "صدوق"، ونقل عن عمرو بن علي الفلاّس أنّه قال: "ما رأيت أحداً أحفظ من أبي بكر بن أبي شيبة"[447]
    وذكره ابن حجر قائلاً: "عبد الله بن محمّد بن شيبة، إبراهيم بن عثمان، الواسطي الأصل، أبو بكر بن أبي شيبة الكوفي، ثقة حافظ"[448]
    تُوفّي في رمضان سنة خمس وستّين ومئتين.
    محمّد بن بشر العبدي
    ذكره العجلي قائلاً: "محمّد بن بشر العبدي، كوفي ثقة، يُكنّى أبا عبد الله"[449]
    ونقل الرازي عن عثمان بن سعيد قوله: "سألت يحيى بن مَعين عن محمّد بن بشر، فقال: ثقة"[450]
    وذكره ابن حِبّان في كتابه الثقات[451]
    ونقل سليمان بن خلف الباجي في كتابه الجرح والتعديل أنّ النسائي وثّقه[452]
    وقال الذهبي: "محمّد بن بشر، الحافظ الثقة، أبو عبد الله العبدي الكوفي"[453]
    ثمّ نقل أنّ يحيى بن معين وثّقه[454]
    ووثّقه ابن حجر أيضاً[455]
    ولقد أخرج عنه: البخاري ومسلم وابن ماجة القزويني وأبو داود السجستاني والترمذي والنسائي، واحتجّوا بروايته[456]
    تُوفّي سنة ثلاث ومئتين[457]
    عبيد الله بن عمر بن حفص
    قال فيه الذهبي: "عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطّاب، الإمام المجوّد الحافظ، أبو عثمان القرشي العَدَوي ثمّ العُمري المدني"[458]
    ثمّ ذكر أنّ يحيى بن معين قال: "عبيد الله من الثقات"[459]
    وقال في موضع آخر: "كان صالحاً عابداً، حجّة كثير العلم"[460]
    وذكر الرازي أنّ عبد الرحمن قال: "سألت أبي عن عبيد الله بن عمر العمري، فقال: ثقة"[461]
    كما أنّه نقل أنّ عبد الرحمن سأل أبو زُرعة عن عبيد الله بن عمر فقال: "ثقة"[462]
    وذكر المزّي أنّ النسائي قال: "إنّ عبيد الله بن عمر ثقة ثَبْت"[463]
    وذكر ابن حجر أنّ عبيد الله كان أحد الفقهاء السبعة، وكان ثقة كثير الحديث حجّة[464]
    ولقد أخرج عنه: البخاري ومسلم وابن ماجة القزويني وأبو داود السجستاني والترمذي والنسائي، واحتجّوا بروايته[465]
    تُوفّي سنة خمس وأربعين ومئة[466]
    زيد بن أسلم العَدَوي
    قال الرازي: "زيد بن أسلم، أبو أُسامة، مولى عمر بن الخطّاب، روى عن ابن عمر وأنس وأبيه"[467]
    ثمّ ذكر أنّ أبا زرعة وثّقه[468]
    وقال الذهبي: "زيد بن أسلم، الإمام الحجّة، أبو عبد الله العدوي العمري المدني، الفقيه"[469]
    ونقل ابن حجر أنّ أحمد بن حنبل وأبا زرعة الجرجاني وأبا حاتِم الرازي ومحمّد بن سعد والنسائي وعبد الرحمن بن يوسف بن خراش، وثّقوه. وقال: "قال يعقوب بن شيبة[470471]
    وذكره في موضع آخر قائلاً: "زيد بن أسلم العدوي، مولى عمر، أبو عبد الله، أبو أُسامة، المدني، ثقة عالم، وكان يُرسِل"[472]
    ولقد أخرج عنه: البخاري ومسلم وابن ماجة القزويني وأبو داود السجستاني والترمذي والنسائي، واحتجّوا بروايته[473]
    تُوفّي سنة ستّ وثلاثين ومئة[474]
    أسلم العَدَوي
    قال الذهبي: "أسلم أبو زيد العدوي، روى عن مولاه عمر بن الخطّاب وأبي بكر الصدّيق ومعاذ وأبي عبيدة، وغيرهم من كبار علماء التابعين، وهو حبشي اشتراه عمر سنة إحدى عشرة لمّا حجّ، وقيل هو سَبْي عين التمر، روى عنه ابنه زيد بن أسلم ونافع ومسلم بن جُندب"[475]
    وقال المزّي: "قال العجلي: مديني ثقة، من كبار التابعين، وقال أبو زرعة: ثقة"[476]
    وقال ابن حجر: "أسلم العدوي، مولى عمر، ثقة"[477]
    ولقد أخرج عنه: البخاري ومسلم وابن ماجة القزويني وأبو داود السجستاني والترمذي والنسائي، واحتجّوا بروايته[478]
    تُوفّي سنة ثمانين بالمدينة وهو ابن أربع عشرة ومئة سنة[479]
    فتحصّل من جميع ما ذكرنا أنّ هذا الخبر هو من الأخبار الصحاح الذي لا مناقشة في وثاقة رواته.
    بقي شيء هو: أنّ هناك خبراً آخر رواه أبو بكر بن أبي شيبة بنفس هذا الإسناد، ولكن فيه تصريح بإصرار عمر على حرق بيت فاطمة(عليها السلام).
    ونحن ـ تتميماً منّا للفائدة ـ نقوم بنقل هذا الخبر:
    قال ابن أبي عاصم في كتابه المذكّر والتذكير والذكر: "حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا محمّد بن بشر العبدي، حدّثنا عبيد الله بن عمر عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال:
    بلغ عمرَ بن الخطّاب أنّ ناساً يجتمعون في بيت فاطمة، فأتاها فقال: يا بنت رسول الله، ما كان أحد من الناس أَحبَّ إلينا من أبيكِ، ولا بعد أبيك أحبّ إلينا منكِ، فقد بلغني أنّ هؤلاء النفر يجتمعون عندكِ، وأيم الله، لئن بلغني ذلك لأحرقنّ عليهم البيت!
    فلمّا جاؤوا فاطمة قالت: إنّ ابن الخطّاب قال كذا وكذا، فإنّه فاعل ذلك. فتفرّقوا حين بُويع لأبي بكر رضي الله عنه"[480]
    وهنا نقطة جديرة بالتأمّل، وهي أنّ اثنين من علماء السنّة حينما يصلون إلى ذكر هذا الخبر فيَرانِ فيه قدحاً بعمر، يقومان بحذف صدره والاكتفاء بنقل ذيله، وإليك كلام هذين العالمين:
    الأوّل: ذكر الضحّاك في كتابه الآحاد والمثاني ذيل الخبر قائلاً: "حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، أخبرنا محمّد بن بشر عن عبيد الله بن عمر، عن زيد بن أسلم عن أبيه، أنّ عمر قال لفاطمة رضي الله تعالى عنهما:
    اللّهمّ ما كان أحداً أحبّ إليَّ من أبيك ولا أحداً أحبّ إليَّ بعد أبيك منك"[481]
    الثاني: ذكر الخطيب البغدادي في تاريخه ذيل الخبر أيضاً قائلاً: "أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي[482483484485]
    قال عمر بن الخطّاب لفاطمة: يا بنت رسول الله، ما كان أحد من الناس أحبّ إلينا من أبيك، وما أحد بعد أبيك أحبّ إلينا منك"[486]
    فتحصّل أنّ الضحّاك والخطيب البغدادي أسقطا صدر الخبر المتضمّن قصد عمر بن الخطّاب إحراق بيت فاطمة(عليها السلام) ولم يذكرا سوى ذيل الخبر، محاولَينِ بذلك تجنّب تشويه سمعة عمر. ولكن فاتَهما أنّه لا يمكن إخفاء الحقيقة إلى الأبد.
    يا ترى لماذا أقدم عمر على مثل هذا العمل؟ وحقّاً هل ستتمّ البيعة لأبي بكر بإجماع المسلمين مع كلّ هذا التهديد والوعيد؟ وهل ستكتسب بيعة أبي بكر الشرعية بعد ذلك؟!


نوشته ها در باره این

نظر شما

.شما در حال ارسال نظر براي از كتاب الصحيح فى كشف بيت فاطمه (س) نوشته مهدى خداميان هستید

‌اگر مي خواهيد مطلب ديگري - كه ربطي به اين ندارد- براي من بفرستيداينجا را كليك كنيد.


عنوان این فیلد نمی تواند خالی باشد.
متن نظر شما
لطفا ایمیل خود را وارد کنید * این فیلد نمی تواند خالی باشد.لطفا ایمیل را صحیح وارد نمایید.
لطفا نام خود را وارد نمایید


ابتدای متن