اليوم الثالث عشر من جمادى الأُولى ، بعد مضيّ خمسة وسبعين يوماً على وفاة أبيها .
يقدم البعض لزيارة فاطمة ، ولكنّها طلبت أن لا يدخل عليها اليومَ أحد .
تريد أن تبقى وحدها في آخر يوم من حياتها
[231] سلمى بقرب فاطمة .
لا أدري هل تعرف هذه المرأة أم لا ؟
سلمى زوجة أبي رافع ، هذه المرأة زوجها من موالي آل النبيّ
[232] كانت تخدم في بيت النبيّ أيّام حياته ، وهي تتشرّف اليوم أن تقوم بخدمة فاطمة وتمريضها
[233] يجلس علي بقرب فاطمة ، وكانت فاطمة يُغمى عليها تارةً وتفيق أُخرى .
ويجلس الحسن والحسين وزينب وأُمّ كلثوم بقرب أُمّهم ، يُلقون عليها نظراتهم الأخيرة .
تنادي فاطمة على سلمى لتعينها على النهوض ، ومن ثَمّ الوضوء ، وبعد ذلك تلبس أحسن ما لديها من الملابس ، وتتعطّر .
نعم ، فاطمة عازمة على لقاء ربّها .
تطلب من سلمى أن تجلب لها وشاح الصلاة
[234] تجلب سلمى ثياب الصلاة فتناولها إيّاها .
لم يَحِن بعدُ موعد أذان الظهر .
فتسلّم وجهها نحو القبلة وتقول :
السلام على جبرئيل .
السلام على رسول الله .
اللّهمّ مع رسولك .
اللّهمّ في رضوانك وجوارك ودارك دار السلام
[235] ثم تتمدّد نحو القبلة ، وتضع ثياب الصلاة على وجهها وتقول لسلمى: اتركيني وحدي ، ثمّ بعدها ناديني، فإذا لم أُجِبْكِ فاعلمي أنّي رحلتُ إلى أبي
[236] تضع فاطمة يدها تحت خدّها، والثياب على رأسها .
تخرج سلمى من الحجرة .
صوت يتناهى إلى أُذن فاطمة يناديها : بُنية فاطمة ، أقدمي
[237]