کتب دکتر مهدی خدامیان آرانی - سایت نابناک

سایت استاد مهدي خداميان آرانی

در حال بارگذاری

    أنا خليفة النبيّ

      أنا خليفة النبيّ


    يتحرّك قنفذ ومعه جماعة نحو بيت عليّ .
    طَرَقات على باب بيت علي ، فيهبّ عليّ خارجاً .
    ـ ما تبغون منّي ؟
    ـ يا عليّ ، أسرِعْ إلى المسجد ; فخليفة رسول الله يطلبك .
    ـ أوَ نَسِيتم أنّي أنا خليفةُ رسول الله ؟!
    فلم يَحرْ قنفذ جواباً ، ويؤوب نحو المسجد .
    يرى أبو بكر أنّ قنفذاً قد عاد ولم يكن معه عليّ، يقول له :
    ـ أين عليّ ؟ لماذا لم تجلبوه ؟
    ـ لمّا طلبتُ منه إجابة خليفة رسول الله قال : ما خلّف رسولُ الله أحداً غيري[64]
    يتذكّر كلّ من كانوا في المسجد يسمعون كلام نبيّهم ، نعم ، لطالما كرّر النبيّ على هذا المنبر الذي يجلس عليه أبو بكر الآن أنّ عليّاً هو خليفة رسول الله من بعده !
    يصيب التردّدُ قلوبَ الحاضرين ، فيأخذون يحدّثون أنفسهم : كيف نَسِينا كلام رسول الله بهذه السرعة ؟!
    ينظر عمر نحو جموع الحاضرين ، فيخشى أن يبعث كلام عليّ هذا على استيقاظ هؤلاء القوم من غفوتهم وتغافلهم.
    لذا يلتفت نحو أبي بكر رافعاً من صوته : واللهِ لن تُخمَد هذه الفتنة إلاّ بقتل عليّ، فخَلِّني آتِك برأسه ![65]
    يصيب الهلع الحاضرين ، هل حقّاً سينفّذ عمر ما قال ؟
    يطلب أبو بكر من عمر الجلوس ، ولكنّه يرفض ، فيقسم عليه بالجلوس فيجلس[66]
    يلتفت أبو بكر نحو قنفذ فيقول له : انطلق إلى عليّ وقل له: أجِبْ أبا بكر ، فإنّ الناس قد أجمعوا على بيعتهم إيّاه ، وإنّما أنت رجل من المسلمين ، لك ما لهم وعليك ما عليهم ، فهَلُمَّ إلى المسجد وبايع[67]
    ويذهب قنفذ مرّة أُخرى إلى بيت علي يرافقه ـ هذه المرّة ـ عشرة أشخاص .
    ـ يا عليّ ، أجب أبا بكر واحضَرْ معنا إلى المسجد لتبايعه .
    ـ إنّ رسول الله أوصاني إذا واريتُه في حفرته أن لا أخرج من بيتي حتّى أُؤلّف كتاب الله[68]
    انظر ، بعد أن يُكمل عليّ جملته يدخل بيته ويُغلق الباب .
    نعم ، بعد أن جفا الناسُ عليّاً ، آثر الجلوس في بيته والصبر لأجل حفظ الإسلام .
    رحل النبيّ عن هذه الدنيا ولا زال القرآن لم يُجمع بعد ، صحيح أنّ البعض كان يفكّر في الرئاسة وحكومة الدنيا ، ولكنّ عليّاً كان يفكّر في القرآن وحفظه من الضياع والتشويه .
    يرجع قنفذ إلى المسجد وينقل كلام عليّ إلى أبي بكر .
    ينزعج معارضو عليّ ، لن يستطيعوا إخراج عليّ من بيته بالقوّة بعد ذلك ، فالجميع يعرف الآن أنّ عليّاً منشغل بجمع القرآن ، فمزاحمة عليّ يعني مزاحمة القرآن .
    فلم يكن من بُدّ سوى الانتظار حتّى يفرغ عليّ من جمع القرآن .



نوشته ها در باره این

نظر شما

.شما در حال ارسال نظر براي از كتاب صرخة النور نوشته مهدى خداميان هستید

‌اگر مي خواهيد مطلب ديگري - كه ربطي به اين ندارد- براي من بفرستيداينجا را كليك كنيد.


عنوان این فیلد نمی تواند خالی باشد.
متن نظر شما
لطفا ایمیل خود را وارد کنید * این فیلد نمی تواند خالی باشد.لطفا ایمیل را صحیح وارد نمایید.
لطفا نام خود را وارد نمایید


ابتدای متن