کتب دکتر مهدی خدامیان آرانی - سایت نابناک

سایت استاد مهدي خداميان آرانی

در حال بارگذاری

    استرضاء مرفوض

      استرضاء مرفوض


    وتسوء حال فاطمة يوماً بعد آخر .
    والكلّ يعلم أن هي إلاّ أيّام قلائل، فتنطلق روح فاطمة تاركةً دنياهُم الضيقّة، و محلّقةً في أُفق السماء الإلهيّة العالية.
    والكلّ يعلم أيضاً أنّ فاطمة ساخطة على أبي بكر ، لذا يجب فعل شيء .
    يصل الخبر إلى الخليفة أنّ فاطمة تعيش أيّامها الأخيرة ، فيقرّر عيادتها ، عسى أن ترضى عنه .
    طرقات على الباب ، تفتح فضّة خادمة فاطمة ، فترى أبا بكر وعمر .
    ـ جئنا لعيادة فاطمة .
    ـ اصبرا حتّى أُخبرها بذلك .
    تتوجّه فضّة إلى مولاتها ، يفرح الخليفة كثيراً ، يقول في قرارة نفسه : سوف أُرضي عنّي فاطمة ببضعة كلمات .
    ترجع فضّة فتقول لهما : إنّ فاطمة لن تأذن لكما بالدخول .
    فيظنّا أنّ أُموراً خاصّة تشغلها ، فيرجعانِ ويعودانِ من غدهم .
    وهذه المرّة لم تأذن لهما أيضاً .
    فيعودانِ مرّة ثالثة، ولكن لا فائدة .
    ـ ماذا نفعل الآن ؟
    ـ نكلّم عليّاً ، ونأخذ منه الإذن بالدخول .
    قارئي العزيز ، هل سيفعل علي ذلك ؟
    انظر ، يكلّم الخليفة عليّاً .
    ـ ياعلي ، متى تكفّ عن معاداتنا ؟
    ـ ماذا حصل ؟
    ـ نحن نعلم أنّك نوّهتَ لفاطمة أن لا تأذن لنا بالدخول عليها ، أليس لنا الحقّ في رؤية ابنة نبيّنا لنطلب رضاها ؟
    ـ سوف أُكلّم فاطمة بذلك .
    ياتُرى هل ستأذن فاطمة للخليفة بالدخول هذه المرّة ؟
    انظر ، يقف علي أمام فراش فاطمة وينظر إلى وجهها الشاحب ، لم يبق من فاطمة سوى مجموعة عظام .
    تفتح فاطمة عينَيها فتجد عليّاً واقفاً عند رأسها .
    إنّها تعرف عليّاً جيّداً ، تعرف أنّ نظرته هذه لها معنىً خاصّ .
    ـ يا علي ، هل تريد أن تخبرني بشيء ؟
    ـ يا بنت رسول الله، قد كان من هذينِ الرجلينِ ما قد رأيتِ، وقد تردّدا مراراً كثيرة ورددتِهِما ولم تأذني لهما، وقد سألاني أن أستأذن لهما عليكِ .
    ـ والله لا آذن لهما ولا أكلّمهما كلمةً من رأسي حتّى ألقى أبي فأشكوهما إليه بما صنعاه وارتكباه منّي.
    ـ فإنّي ضمنت لهما ذلك .
    ـ هل تحبّ أن آذن لهما ؟
    ـ نعم[210]
    ـ يا عليّ ، البيت بيتك، والنساء تتبع الرجال، لا أُخالف عليك بشيء، فأْذَنْ لمن أحببت .
    انظر، كيف أنّ فاطمة تتنازل عن رأيها لإسعاد زوجها .
    قسماً بالله لم أرَ عشقاً أجمل من عشق فاطمة لعلي[211]



نوشته ها در باره این

نظر شما

.شما در حال ارسال نظر براي از كتاب صرخة النور نوشته مهدى خداميان هستید

‌اگر مي خواهيد مطلب ديگري - كه ربطي به اين ندارد- براي من بفرستيداينجا را كليك كنيد.


عنوان این فیلد نمی تواند خالی باشد.
متن نظر شما
لطفا ایمیل خود را وارد کنید * این فیلد نمی تواند خالی باشد.لطفا ایمیل را صحیح وارد نمایید.
لطفا نام خود را وارد نمایید


ابتدای متن