ترجع فاطمة إلى بيتها ، حيث لا يوجد سوى عليٍّ بعد أن أخذوا جميع أصحابه إلى المسجد .
أُجبر أصحاب عليّ الأوفياء على البيعة ، أُخذوا بالقوّة إلى المسجد لمبايعة أبي بكر .
يسدل الليل أستاره ، وفي جُنح الظلام يأخذ عليّ بيد فاطمة والحسن والحسين ويخرج من البيت .
إلى أين يذهب أحبّاء الله ؟
هل ترافقني على أن نذهب برفقتهم ؟
انظر ، إنّهم يطرقون باب أحد بيوت الأنصار .
يحدّث صاحب البيت نفسه، يا ترى مَن على الباب في هذا الوقت المتأخّر من الليل ؟!
ويهبّ خارجاً ، وإذا به وجهاً لوجه أمام عليّ وفاطمة والحسن والحسين، وهم وقوف عند عتبة بابه !
تقول له فاطمة : أتذكر بيعتك لعليّ في غدير خمّ ؟ وأنّ النبيّ قال له: "أنت خليفتي ووصيّي من بعدي" ؟
ـ نعم يا بنت رسول الله .
ـ فلماذا نقضتَ عهدك ؟
ـ لو كان عليّ سبق إلينا في السقيفة قبل أبي بكر لَبايعناه .
ـ أفكان يَدَع جثمان النبيّ ويجيء إلى السقيفة ؟
[88] فيُطْرق برأسه إلى الأرض مفكّراً ، ويُظهر الندم على فعله .
فيقول له عليّ : إنّ موعدي معك غداً الصبح تأتيني قرب المسجد محلّقاً
[89] يعاهده على أن يأتيه أوّل الصبح على تلك الحال .
ويذهب عليّ وفاطمة والحسن والحسين نحو بيت آخر .
ويقولون لصاحب البيت هذا ما قالوه لجاره ، فيعاهدهم المجيء صباح يوم غد .
وهكذا البيت التالي .
ويطلب عليّ كذلك من سلمان والمقداد وعمّار وأبي ذرّ أن يأتوه غداً محلّقين .