کتب دکتر مهدی خدامیان آرانی - سایت نابناک

سایت استاد مهدي خداميان آرانی

در حال بارگذاری

    مِن أجل حفظ الإسلام

      مِن أجل حفظ الإسلام


    يُطلّ يوم السبت ، وهو اليوم السابع من رحلة النبيّ عن هذه الدنيا .
    ليس من مصلحة الحكومة بقاء عليّ في هذه المدينة بدون أن يبايع أبا بكر ، لا بدّ من إكراهه على البيعة بأيّ وسيلة .
    يتوجّه عمر نحو أبي بكر لأخذ الإذن بجلب عليّ إلى المسجد .
    يعطيه أبو بكر الإذن بذلك ، فيخرج عمر هو وجماعة كثيرة متوجّهين نحو بيت عليّ ، وقد صمّموا على جلبه إلى المسجد ليبايع بأيّ وسيلة كانت[92]
    يجتمع خلق كثير في الزقاق ، وترتفع جَلَبة شديدة ، فيما يقف الخليفة وجماعة جانباً ينظرون .
    يتقدّم عمر إلى الأمام فيطرق الباب صائحاً : اُخرجْ يا عليّ إلى ما أجمع عليه المسلمون، وإلاّ قاتلناك !
    ثمّ يصيح بأعلى صوته : والله إن لم تخرج يا بن أبي طالب وتدخلْ مع الناس لأُحرقنّ البيت بمن فيه ![93]
    الجميع ينظر إلى هذا المشهد ، فيما يقف خالد مصلتاً سيفه ، هؤلاء يريدون أخذ عليّ إلى المسجد اليوم .
    أتعرف ، هؤلاء لقّبوا خالداً بسيف الإسلام !
    نعم ، هذا السيف في خدمة الخليفة الآن .
    هؤلاء كانوا يعلمون أنّ عليّاً كان مأموراً بالصبر ، وهذا ما جرّأهم على رفع أصواتهم هكذا .
    هنا بيت فتى الإسلام الشجاع، الذي كانت تهابه شجعان العرب في جميع حروبه ، ذلك الشخص الذي قلع باب خيبر بيده ، ولكنّه اليوم ـ لأجل حفظ الإسلام ـ آثر الصبر على صياح هؤلاء !
    كان الجميع ينتظر أن يفتح عليٌّ الباب فيخرج إليهم .
    وإذا بفاطمة تفتح الباب وتخاطبهم : ما بكم أيّها الضُلاّل ؟!
    يغضب عمر ويرفع صوته في وجهها قائلاً :
    ـ قولي لعليٍّ أن يخرج وإلاّ أحرقتُ البيت !
    ـ أتراك محرِّقاً علَيَّ بابي ؟ !
    ـ إي والله ، فإنّه أحفظ للإسلام[94]
    ـ ويحك ! ما هذه الجرأة على الله وعلى رسوله ؟! أتريد أن تقطع نسله من الدنيا وتُطفئ نور الله ؟![95]
    ـ كُفّي يا فاطمة ! فليس محمّد حاضراً ولا الملائكة آتية بالأمر والنهي والزجر من عند الله ، وما عليُّ إلاّ كأحد من المسلمين ، فاختاري إن شئتِ خروجَه لبيعة أبي بكر ، أو إحراقكم جميعاً[96]
    ـ اللّهمّ إليك نشكو فَقدَ نبيّك ورسولك وصفيّك، وارتدادَ أُمّته علينا[97]
    أثار كلامها خجل من حضر مع عمر ، فيما أخذ أبو بكر بالبكاء ، وبكى معه بعضهم[98]
    نعم ، يتذكّر هؤلاء وصايا النبيّ بابنته فاطمة ، وفي لحظات أيّامه الأخيرة كان يخاطبهم قائلاً : احفظوني في أهل بيتي ، ألا إنّ فاطمة بابُها بابي ، وبيتها بيتي ، فمن هتكه فقد هتك حجاب الله ![99]
    هل حقّاً يريد عمر حرق هذا البيت ؟!
    يلتفت عمر إلى أُولئك الذين كانوا يبكون، فيقول لهم : هل أنتم نساء ؟! ما هذا البكاء ؟!
    ثمّ يصيح بغضب :
    ـ يا فاطمة، اتركي عنكِ كلام النساء هذا واذهبي ونادي على عليّ بالخروج للبيعة .
    ـ أما تتّقي الله ؟ تَدخلُ بيتي وتهجم على داري ؟![100]
    ـ افتحي الباب وإلاّ أحرقتُ البيت ![101]
    تدخل فاطمة البيت وتُغلق الباب في وجهه[102]
    فيرى عمر أن لا جدوى من ذلك ، ها قد أتت فاطمة لنصرة عليّ .
    يتفرّق البعض ممّن أتى مع عمر راجعاً إلى بيته، بعد أن لا يطيق رؤية هذا المشهد .
    فيما عمر يتهيّج أكثر ، لم يكن يتوقّع أن تفتح فاطمة الباب .
    يا تُرى كيف ستكون النهاية ؟


نوشته ها در باره این

نظر شما

.شما در حال ارسال نظر براي از كتاب صرخة النور نوشته مهدى خداميان هستید

‌اگر مي خواهيد مطلب ديگري - كه ربطي به اين ندارد- براي من بفرستيداينجا را كليك كنيد.


عنوان این فیلد نمی تواند خالی باشد.
متن نظر شما
لطفا ایمیل خود را وارد کنید * این فیلد نمی تواند خالی باشد.لطفا ایمیل را صحیح وارد نمایید.
لطفا نام خود را وارد نمایید


ابتدای متن