الله أكبر ، الله أكبر .
أذان الظهر ، لأذهب وأوقظ فاطمة للصلاة .
تنادي سلمى على فاطمة ، فلم تجبها .
يابنت نبي الله ! فلم تجبها .
فتكشف الثوب عن وجهها، فإذا بها قد فارقت الدنيا ، فتقع عليها تقبّلها وهي تقول: يا فاطمة، إذا قدمتِ على أبيك رسول الله، فاقرأيه عنّي السلام
[238] ثمّ تأخذ سلمى بالبكاء .
وفي الأثناء يصل الحسن والحسين .
يسألان عن أُمّهما فاطمة .
فلم تجبهما سلمى، فيتوجّهان نحو أُمّهما .
وكلّما ناديا عليها لم تجبهما.
يقترب الحسن منها فينادي باكياً : أُمّاه كلّميني قبل أن تفارق روحي بدني .
ويقبّل وجهها ولكن لا يسمع جواباً .
ويقترب الحسين ويقبلها وهو يقول : أُمّاه كلّميني فأنا ولدكِ الحسين .
تواسيهما سلمى وتطلب منهما الذهاب إلى المسجد وإخبار أبيهما .
فيخرجان إلى المسجد وهما يبكيان
[239] يسمع الناس بكاء الحسن والحسين ، ماذا جرى ؟
يصلان حيث أبيهما ويخبرانه بموت أُمّهما فاطمة .
فيقع علي مغشيّاً عليه .
لم يُطق علي خبر موت فاطمة .
فيرشّون عليه الماء .
يفيق وهو يقول : بمن العزاء يا بنت محمّد ؟ كنت بك أتعزّى ، ففيم العزاء من بعدك
[240]