کتب دکتر مهدی خدامیان آرانی - سایت نابناک

سایت استاد مهدي خداميان آرانی

در حال بارگذاری

    لو كنتَ معنا في السقيفة؟!

      لو كنتَ معنا في السقيفة؟!


    يقول أبو بكر لعليّ : ليس لك إلاّ أن تبايع .
    اسمع عزيزي القارئ ، ما أجمل جواب مولاك عليٍّ لأبي بكر : يا أبا بكر ، لن أُبايعك ، وأنت أولى بالبيعة لي[135]
    ألم تبايعني بالأمس بأمر رسول الله ؟ ماذا جرى حتّى نقضتَ بيعتك ؟![136]
    يا أبا بكر، سمعتُ أنّك احتججت على الناس بالقرابة من رسول الله ، وأنا أحتجّ عليك بمثل ما احتججت به عليهم ، وأنت تعلم أنّي أقرب الناس إلى رسول الله[137]
    فيُطْرق أبو بكر بعد أن لم يَحِر جواباً .
    رفيقي في هذا السفر ، هل تذكر أنّ أبا بكر في السقيفة كان قد ذكر قرابته من النبيّ ، وبهذه الطريقة استطاع مخادعة الناس بالبيعة له ؟
    فإذا كان للقرابة من النبيّ امتياز الشرعية للخلافة ، فعليٌّ أقربهم من النبيّ ، فهو ابن عمّه وهو الشخص الوحيد الذي آخاه النبيّ مع نفسه .
    انظر مولاك كيف يكلّم أبا بكر ويحاججه فيما يداه مكبّلتان والسيف مصلتٌ فوق رأسه !
    حقّاً أنّ ذلك صبرٌ عظيم مقابل كلّ هذه المصائب وهذه الويلات ، وهو الآن يلخّص أحقّيته بهذين البيتين من الشعر .
    ها هو عليّ يدافع عن حقّه بالشعر ، ويسجّل موقفه للتاريخ .
    عندي أُمنيّة ، لا أدري أقولها هنا أم لا ؟ ولكن لك أنت صديقي العزيز أُعلنها; ليت جميع الشيعة يحفظون هذا الشعر .
    هذا صوت عليّ يخرج من حنجرة التاريخ ، يُثبت حقّ الإمامة والخلافة لأهل البيت عليهم السلام وإلى الأبد .
    اسمع :

    * * *


    * * *


    يا أبا بكر ، إذا كنت تدّعي أنّك أمسكتَ زمام هذا الأمر بالشورى ، فلِمَ لم تستشر بني هاشم ؟ وإذا كنتَ بالقرابة نلت هذا المقام ، فهناك غيرك من هو أقرب من النبيّ .
    أثار كلامُ عليّ دفائن عقول الناس فأطرقوا يتفكّرون ، حقّاً ما أمتن كلام المولى عليّ !
    انظر ، يلتفت جماعة ممّن حضر المسجد إلى عليّ بعد كلامه ذاك فيقولون له : يا عليّ ، لو كنّا سمعنا هذا الكلام منك قبل الانضمام لأبي بكر في السقيفة ، لما بايَعْنا غيرَك[139]
    فيقول لهم عليّ : يا هؤلاء ! أكنتُ أدَعُ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم مسجّىً لا أُواريه وأخرج أُنازعه في سلطانه ؟![140]
    تعلّلوا بعدم مجيء عليّ إلى السقيفة لتبرير موقفهم ذاك ، ولكنّ عليّاً كان يحاججهم ببيعتهم له قبل ذلك : ليس بعد يوم الغدير حجّة لأحد[141]
    نعم ، لقد جمع النبيّ المسلمين يوم غدير خمّ وأمرهم بالبيعة لعليّ .
    الآن عليّ يسيطر بكلامه على المسجد ، هؤلاء جاؤوا بعليٍّ كالأسير ، وإذا بهم يُضحَون أسرى منطقه وكلامه وحُجّته!
    ويضجّ المسجد بأهله ، وترتفع الأصوات من هنا وهناك ، يتذكّر الناس يوم الغدير فيصيبهم الندم والأسف والخزي ، إذ ما أسرع ما نسوا كلام نبيّهم أو تَناسَوه!
    يرى عمر صيرورة الأمر لغير ما يحبّ ، فيقوم من مكانه ويقف أمام أبا بكر صائحاً : ما يُجلسك فوق المنبر لا تقول شيئاً ! أو تأمر به فنضرب عنقه ؟![142]
    فيدبّ الخوف من جديد في أوصال الناس ، وترتفع السيوف بيد أصحاب الخليفة .
    يهدأ الجميع ، فكلّ من يعترض سيُواجِه تلك السيوف .
    ترتفع أصوات بكاء .
    من أين تأتي هذه الأصوات ؟
    انظر ، إنّهما الحسن والحسين يبكيان بعد سماع تهديد عمر لأبيهما .
    فينحني عليّ عليهما ويضمّهما إلى صدره ويقول لهما : لا تبكيا ، يانور عينَيّ[143]
    وتبكي الملائكة لرؤية دموع الحسن والحسين .



نوشته ها در باره این

نظر شما

.شما در حال ارسال نظر براي از كتاب صرخة النور نوشته مهدى خداميان هستید

‌اگر مي خواهيد مطلب ديگري - كه ربطي به اين ندارد- براي من بفرستيداينجا را كليك كنيد.


عنوان این فیلد نمی تواند خالی باشد.
متن نظر شما
لطفا ایمیل خود را وارد کنید * این فیلد نمی تواند خالی باشد.لطفا ایمیل را صحیح وارد نمایید.
لطفا نام خود را وارد نمایید


ابتدای متن