يتوجّه عليٌّ وولداه نحو المسجد .
فيضجّ الناس بعد سماع خبر وفاة فاطمة .
ويتصايحن نسوة المدينة بالبكاء والعويل .
مَن هذه المرأة القادمة ؟
هل تعرفها ؟
إنّها عائشة زوجة النبيّ ، تريد الدخول إلى بيت علي ، فتمنعها سلمى .
ـ لا يمكنك الدخول إلى هذا البيت .
ـ لِم ؟
ـ أوصت فاطمة بعدم الدخول عليها .
نعم ، عائشة تلك التي نقلت الحديث المكذوب على النبيّ ، بمنع فاطمة إرثَ أبيها ، اليوم لا يحقّ لها الحضور عند جثمان فاطمة .
تغضب عائشة من سلمى وتعود أدراجها
[241] انظر ، يتوجّه الناس صوب بيت علي .
يخرج علي من البيت ، والحسن والحسين يتبعانه وهما يبكيان .
فيبكي الناس لبكاء الحسنين .
الكلّ ينتظر أن ينقل علي جثمان فاطمة إلى المسجد للصلاة عليها .
وكان البعض يقول : قد جنّ الليل فيجب التعجيل بمراسيم التشييع .
يكلّم علي أباذر، يطلب منه تكليم الناس .
يخرج أبو ذر فيقول للناس بصوت عال : أيّها الناس انصرفوا ; فإنّ ابنة رسول الله قد أُخِّر إخراجها في هذه العشية. فقام الناس وانصرفوا
[242] يظنّ الناس إنّما أَخّر علي تشييع فاطمة والصلاة عليها بسبب حلول الظلام ، فيتفرّقون على أمل المجيء صباح اليوم التالي .