يغصّ المسجد بالناس ، فيخاطبهم عليّ قائلاً : أيّها الناس ، أنشدكم الله، أسمعتم رسول الله يوم غدير خمّ يقول : مَن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه ؟ أم هل نسيتم أنّ النبيّ في غزوة تبوك قد خلّفني على المدينة قائلاً : يا عليّ أنت منّي بمنزلة هارون من موسى
[134] يهزّون برؤوسهم علامة الإقرار والتصديق .
ولكن هلاّ قام أحدهم لنصرة عليّ ؟ !
كلّ من حدّثته نفسه لنصرة عليّ تقع عيناه على تلك السيوف المشهورة في أيدي أصحاب الخليفة ، فلا يحرّك ساكناً .
بايع الجميع عليّاً يوم غدير خمّ ، واليوم تركوه جميعاً وحيداً ، نعم ، ليس المهم فقط بيعتك لعليّ ، المهم بقاؤك عليها ووفاؤك لها .
اليوم جاءت الفتنة وأخافت الجميع ، فمن له الجرأة على نصرة الحقّ ومواجهة الباطل ؟
حينما تُدمى وحيدة النبيّ بتهمة نصرة الحقّ ، وتُضرب بالسياط إلى حدّ الموت ، فمن يجترئ مِن أهل الشهامة والغَيرة بعدها على نصرة عليّ ؟
نعم ، الهجوم على بيت فاطمة كان خُطِّط له ، وبعد هذا الهجوم زُرع الخوف في قلوب الجميع .
حينما تتعامل هذه الحكومة هكذا مع بنت النبيّ ، فكيف سيكون تعاملها مع عامّة الناس ؟!