بايع جُلُّ أفراد قبيلة الأوس أبا بكر .
هل تتذكّر أوّل من بايعه ؟
نعم ، أعني بشيراً ، أحد كبار قبيلة الخزرج ، وذلك ـ كما أسلفنا ـ بسبب حسده لابن عمّه سعد أن يصير خليفة .
والآن بعد بيعة بشر وقع الاختلاف في صفوف الخزرج ، انحاز البعض لفعل بشير ، وخالف البعض الآخر .
انظر ، بشير منهمك في الكلام مع أفراد قبيلته (الخزرج) ، كان يقول لهم : بايَعَ الناس لأبي بكر ، فلا نتخلّف عنهم .
يوافقه جماعة ، فيذهبوا لمبايعة أبي بكر .
سعد (رئيس الخزرج) يخاطب الناس ، وإن كانوا لا يسمعون له ، كان يحاول منع قبيلته عن بيعة أبي بكر .
ولكن بلا جدوى ، كان الناس يهجمون من كلّ صوب وحدب نحو أبي بكر ، فصار سعد ـ وهو كبير قبيلة الخزرج ـ يُوطَأ ويُدافع !
يصرخ البعض ممّن وقف مع سعد : تروَّوا ، لا تطأوا سعداً !
فيما يصيح عمر : اقتلوا سعداً ، قتل الله سعداً !
[36] يتوجّه عمر نحو سعد ويقول له : أتمنّى أن يطأك الناس حتّى تتقطّع أعضاؤك !
[37] يسمع قيس بن سعد كلام عمر هذا ، فيقترب من عمر ويأخذ بلحيته يجرّها قائلا له : واللهِ لئن حصحَصْتَ منه شعرة ما رجعتَ وفيك واضحة
[38] يُسرع أبو بكر وقد رأى ذلك النزاع مع عمر، فيقول له : مهلاً يا عمر، الرفق هنا أبلغ
[39] يترك عمر المكان ويدع سعداً وحاله بعد سماع كلام أبي بكر وابتسامة الشماتة بادية على محياه .
فيصيح سعد خلف عمر بما أُوتي من قوّة : أما والله لو كانت فيَّ قوّة لحاربتكم !
ثمّ يلتفت نحو أولاده : احملوني من هذا المكان .
فيحمله أولاده إلى خارج السقيفة
[40]