تعبت فاطمة من هؤلاء الناس ، عصوا كلامها ووقفوا مع عدوّها .
جعلوها حبيسة بيتها ، قتلوا ولدها محسناً .
تعبت فاطمة من هذه الدنيا ، واستشرى بجسدها المرض .
ظلّت تبكي ليلها ونهارها .
صوت بكاء فاطمة يحكي مظلوميتها .
وتنعي دموعها أحقّيتها في الحياة!
تتوجّه نحو قبر أبيها .
تعال معي نرافقها، لنرى ماذا تفعل.
تسقط فاطمة فوق القبر محتضنة إيّاه ، ثمّ تزفر زفرة وتأنّ أنّة تكاد روحها تخرج لها، وتأخذ بمناجاة أبيها :
* * *
* * *
ويُغشى عليها فوق القبر .
وتبادر نساء المدينة إليها يصببن الماء على وجهها
[202] لماذا يجب على وحيدة النبيّ أن تبكي هكذا ؟!
يخاطبنَ نساء المدينة رجالهنّ : لماذا غُصِب حقّ فاطمة ؟ لماذا لا يقدم أحد منكم على نُصرة بنت النبيّ ؟!
الأطفال الشيوخ النساء، أخذوا يدركون مدى الظلم الذي لحق بفاطمة كلّما سمعوا بكاءها .
هذا البكاء يوجع كلّ قلب .
يجب كتم صوت هذا البكاء بأيّ وسيلة .
هذا البكاء يشكّل خطراً على هذه الحكومة أكثر من أيّ شيء آخر .
أمّا كيف يمكن تهدئة فاطمة أو إسكاتها!
لابدّ من التخطيط لذلك .