يتوجّه الخليفة نحو المسجد ، وهو لايزال يبكي .
كان يفكّر مع نفسه: هل تساوي رئاسة أيّام قلائل ما فعله بفاطمة من إغضابها ؟!
يتعجّب الناس، الخليفة يبكي ؟! يقتربون منه يسألونه :
ـ ماذا حصل أيّها الخليفة ، لماذا تبكي ؟
ـ يبيت كلّ رجل منكم معانقاً حليلته مسروراً بأهله، وتركتموني وما أنا فيه ، لا حاجة لي في بيعتكم ، أقيلوني بيعتي .. أقيلوني، أقيلوني.
تصيب الناسَ الحيرة ، ماذا قالت فاطمة للخليفة حتّى تغيّر هكذا ؟
نعم ، خاف أبو بكر من دعاء فاطمة .
صحيح أنّ فاطمة طريحة الفراش ، ولكن ما كان في جسدها روح كانت تدافع عن الحقّ .
لم يدر الناس ماذا يفعلون ، وكيف يهدّؤون من حال خليفتهم .
وأخيراً قرّر جماعة الذهاب إلى الخليفة، فذهبوا وخاطبوه قائلين : يا خليفة رسول الله، إنّ هذا الأمر لا يستقيم ، وأنت أعلمنا بذلك ، إنّه إن كان هذا لم يُقَم لله دين .
وبهذه الطريقة يهدأ الخليفة
[221]