في الليل ينعقد مجلس في إحدى زوايا المدينة .
ـ ذهبت فاطمة إلى البقيع للبكاء ، إنّ هذا يشكّل خطراً علينا !
ـ نعم ، إلى حدّ أمس كانت فاطمة تبكي في بيتها ، ولكنّها اليوم ذهبت إلى البقيع ، لا ندري كيف ستسير الأُمور إذا ما فَهِم الناس .
ـ ماذا يجب أن نفعل ؟
ـ يجب قطع الشجرة التي تستظلّ بها فاطمة ، فتؤذيها حرارة الشمس فترجع إلى بيتها .
يتوجّه بعضهم نحو البقيع ومعهم فأساً، فيقطعون الشجرة .
وفي صباح اليوم التالي تأخذ فاطمة الحسن والحسين فتتوجّه بهما نحو البقيع كالعادة .
ترتفع الشمس في السماء ، ولكن لا أثر لشجرة تستظلّ بها فاطمة .
انظر هناك ، يجيء عليٌّ ليطمأنّ على فاطمة ، فيراها جالسة تحت أشعة الشمس المحرقة .
فيرفع علي كُمَّ ثوبه .
ـ ماذا تريد أن تفعل يا مولاي ؟
ـ أُريد أن أصنع ظلاًّ لفاطمة .
رفيقي في هذا السفر ، هَلُمّ أنا وأنت نساعد مولانا ، تعالَ نجلب جذع نخلة .
هكذا تُصنع بيوت الأحزان .
مظلّة صغيرة لبكاء فاطمة .
يا فاطمة ، تعالَي واجلسي تحت هذه الظلّة
[206] وتمضي الأيّام والليالي ... .