اليوم يوم الخميس، الأوّل من شهر ربيع الأوّل ، يجتمع الناس للصلاة في المسجد .
انظر ، يدخل عليٌّ المسجد .
يتعجّب الجميع ، هو أقسم أن لا يخرج من بيته حتّى يجمع القرآن .
انظر جيّداً ، هل ترى ذلك الثوب بيد عليّ ؟
لقد كتب عليّ القرآن بخطّه ووضَعَه في هذا الثوب، وهو الآن يأتي به إلى المسجد .
يرفع صوته مخاطباً الناس : أيّها الناس ، إنّي لم أزل منذ قُبض رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم مشغولاً بغُسله ، ثمّ بالقرآن حتّى جمعتُه في هذا الثوب ، فلم يُنزل الله على نبيّه آية من القرآن إلاّ وقد جمعتها كلّها في هذا الثوب ، وليست منه آية إلاّ وقد أقرأنيها رسول الله(صلى الله عليه وآله) وعلّمني تأويلها
[69] معنى هذا أنّ كلّ من أراد فهم القرآن فعليه بالرجوع إلى عليّ; لأنّه كان منذ اليوم الأوّل لنزول القرآن ملازماً للنبيّ ، وكان يسأل النبيَّ عن تفسير وتأويل كلّ آية تنزل .
وإذا بعمر يقوم من مكانه قائلاً له : لا حاجة لنا بقرآنك !
[70] وما أن يتفوّه عمر بكلامه هذا ، حتّى يعود عليّ بقرآنه ـ الذي كتبه ـ إلى بيته .
ألم يقل رسول الله : "أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها ، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها ؟"
أهكذا يُتعامَل مع باب مدينة علم النبيّ ؟!
هل يستطيع المسلمون أن يفسّروا القرآن العظيم وحدهم ؟ !