کتب دکتر مهدی خدامیان آرانی - سایت نابناک

سایت استاد مهدي خداميان آرانی

در حال بارگذاری

    أيّ أصحاب النبيّ هؤلاء ؟ !

      أيّ أصحاب النبيّ هؤلاء ؟ !


    ما أشدّ اضطراب السقيفة بأهلها ! اتّفق الأنصار جميعاً على مبايعة سعد .
    التفّوا حوله يردّدون الهتافات ، حسب الظاهر لا يوجد مَن يخالف سعداً في الخلافة . وكان سعد فرحاً مسروراً ، كيف لا وهو لا تفصله والحكومة على أرض الحجاز سوى بضعة أقدام .
    وبالأثناء يصل أبو بكر وعمر وأصحابهما ، تصيبهم الدهشة من رؤية هذا التجمّع الغفير .
    يتقدّم أبو بكر إلى الأمام ، وكان أسنّهم ، وهو كبير المهاجرين .
    يلتفت نحو الناس قائلاً : يا أهل المدينة ! أنتم أنصار دين الله ، ولا أحد أحبَّ إلينا منكم ، أنتم إخواننا في الدين .
    ولكن ، ألم تعلموا أنّا أوّل الناس إيماناً بالنبي ؟
    ألم تعلموا أنّا أقرب الناس إليه ؟
    تعالَوا بايعونا على الخلافة ، ونعدكم أنّا لا نقضي شيئاً دون مشورتكم[21]
    نصرنا النبيّ في السنين الاُولى الصعبة من بعثته .
    يبدو أنّهم قد اقتنعوا بدعاوى أبي بكر ، فسكت الجميع ، نعم ، يجب أن يخلف النبيَّ مَن آمن به أوّلاً ومَن كان أقرب الناس إليه ، فهكذا شخص خليق به أن يخلف النبيّ .
    يا تُرى ، مَن كان يعني أبو بكر بكلامه هذا ؟
    رفيقي العزيز ! انظر ، سكت الناس جميعاً ، وأعطَوا الحقّ لأبي بكر .
    حقّاً ، كان أبو بكر ماهراً في جرّ النار إلى قرصه !
    نعم ، بعد خطاب أبي بكر انكسر سعد وأصحابه ، ولم يعد أحد يأبه بهم .
    أهل المدينة يعرفون أنّ هؤلاء جميعاً قد آمنوا بالنبيّ قبل عقد من الزمن ، ولكنّ المهاجرين آمنوا به منذ اليوم الأوّل من بعثته .
    أحسنت يا أبا بكر ، ما أحسن ما قلت وذكرت من الأدلّة ، أنت أخمدت نار الخلاف !
    ولكن عندي لك سؤال :
    أنت ولأجل التغلّب على الأنصار ذكرت دليلين :
    الأوّل : أسبقية المهاجرين على الأنصار بالإيمان بالنبيّ .
    ثانياً : قرابتهم من النبيّ .
    يا أبا بكر !
    بهذين الدليلين اللَّذَين استندت عليهما ، عليٌّ أولاكم جميعاً بالخلافة .
    هل فيكم من ينكر أنّ عليّاً هو أوّل الناس إيماناً بالنبيّ ؟
    وإذا كانت الخلافة لا تتمّ إلاّ بالقرابة ، فعليّ ابن عمّه ، مَن منكم ـ أنتم المهاجرين ـ ابن عمّ للنبيّ غير عليّ ؟
    ألم يؤاخِ النبيّ عليّاً ؟
    يا أبا بكر ! ألم يكرّر النبيّ قوله لكم : "عليّ أخي في الدنيا والآخرة" ؟[22]
    أُقسم بالله ، اليوم فهمت لماذا النبيّ كان يكرّر عليكم هذه الجملة !
    كان يعلم أنّكم ستجتمعون يوماً ما في هذا المكان ، وتستندون لنيل منصب الخلافة بهاتينِ الذريعتين!
    رفيقي في هذا السفر ! الآن وقد أطفأ أبو بكر نار الخلاف ، هل سيدعو الناس إلى بيعة عليّ على الخلافة ؟
    وحتّى لو أغضضنا الطرف عن يوم الغدير ، الآن وبالاستناد إلى خطاب أبي بكر ثبت حقّ عليّ بالخلافة !
    ولكن كلّما أمعنتُ النظر في وجه أبي بكر ، رأيت شيئاً آخر يدور في رأسه .
    أراك تتساءل: ماذا يخطّط له أبو بكر؟ !
    تعالَ معي.


نوشته ها در باره این

نظر شما

.شما در حال ارسال نظر براي از كتاب صرخة النور نوشته مهدى خداميان هستید

‌اگر مي خواهيد مطلب ديگري - كه ربطي به اين ندارد- براي من بفرستيداينجا را كليك كنيد.


عنوان این فیلد نمی تواند خالی باشد.
متن نظر شما
لطفا ایمیل خود را وارد کنید * این فیلد نمی تواند خالی باشد.لطفا ایمیل را صحیح وارد نمایید.
لطفا نام خود را وارد نمایید


ابتدای متن