کتب دکتر مهدی خدامیان آرانی - سایت نابناک

سایت استاد مهدي خداميان آرانی

در حال بارگذاری

    عودة نَعَرات الجاهليّة

      عودة نَعَرات الجاهليّة


    وإذا بأبي بكر يلتفت نحو الناس فيقول لهم : أيّها الناس، هلمّوا إلى عمر فبايعوه !
    ينظر الناس بعضهم إلى بعض ، ويتنادون : كلاّ ، لن نبايع له .
    يلتفت عمر نحوهم متسائلاً : لِمَ ؟
    فقال الناس : نخاف الإثرة .
    يُطرق عمر مليّاً قبل أن يجيب بقوله : إذن بايعوا أبا بكر !
    فيما أبو بكر يقترح مبايعة عمر مرّة أُخرى[28]
    يحدّق الجميع فيهما !
    عندها ينهض عمر من مكانه فيقول : يا أبا بكر! لن نتقدّمك أبداً، فأنت أفضلنا ، ابسط يدك نبايعك[29]
    انظر ، يأخذ عمر بيد أبي بكر ويقول : أيّها الناس، بايِعوا أبا بكر ![30]
    لا زلت تتذكّر بشير ؟ ذلك الذي وقف قبل قليل مؤيّداً لأبي بكر ، ينهض من مكانه ويتوجّه إلى أبي بكر ويبايعه[31]
    نعم ، أوّل شخص بايع أبا بكر هو بشير ، كلّ ذلك حسداً منه لسعد من أن يصبح خليفةً للمسلمين .
    حبّاب ، أحد كبار رجال المدينة ، يلتفت نحو بشير فيقول له : يا بشير ! واللهِ لقد دفعك الحسد من ابن عمّك أن تفعل ما فعلت ، خفتَ أن يصبح سعد خليفة[32]
    ثمّ بايع عمر .
    رفيقي العزيز ! كما قلتُ لك ، إنّ المدينة تتشكّل من قبيلتين : الأوس والخزرج ، وكانت فيما بينهما حروبٌ دموية طاحنة .
    واليوم ، أخذ كبار قبيلة الأوس يفكّرون فيما إذا انتُخب سعد (رئيس الخزرج) بعنوان خليفة على المسلمين، فإنّه فخر ما بعده فخر للخزرج .
    انظر ذلك الرجل ، أعني رئيس الأوس .
    أخذ يصيح بأعلى صوته : والله لئن وَلِيتْها الخزرج عليكم مرّة ، لا زالت لهم عليكم بذلك الفضيلة والحكومة[33]
    نعم ، بعث الحسد كبار قبيلة الأوس إلى مبايعة أبي بكر .
    انظر إلى كبار قبيلة الأوس كيف يتدافعون على بيعة أبي بكر .
    وتابَعَهم على موقفهم أفراد قبيلتهم .
    وانظر كيف أنّ الناس في بيعة أبي بكر لا يميّزون بين الرأس والقدم .
    التعصّب والقبلية أبعَدت الناسَ عن الطريق السويّ .
    على كلّ حال ، بايع جلّ قبيلة الأوس أبا بكر .
    بهذه السهولة بايع أهل السقيفة لأبي بكر .
    نعم ، إلى هذه اللحظة لم يُذكَر موضوع الشورى أو الانتخاب، ليس هنا كلام حول هذه المفاهيم .
    فمَن قال إنّه مُورِست عملية الانتخاب في هذه السقيفة فقد كذب وادّعى باطلا!
    إذ عليّ والمقداد وسلمان وأبو ذر وعمّار وغيرهم من الأصحاب لم يكونوا حاضرين في السقيفة ، ولا واحد من بني هاشم فيهم .
    أليس هؤلاء من المسلمين ؟! ألا يحقّ لهم إبداء رأيهم ؟!
    إذا كانوا قد انتخبوا أبا بكر في السقيفة بدعوى أنّه أقرب الناس إلى النبيّ، وأوّلهم إسلاماً ، والحال أنّ الجميع كان يعلم أنّ عليّاً هو أقرب الناس إلى النبيّ ، وقد سبق إسلامه إسلام أبي بكر بسنوات .
    لم يكن الدافع في بيعة الأوس لأبي بكر سوى الاختلاف والأحقاد المتمادية عبر سنين ما قبل الإسلام بين هاتين القبيلتين .
    لو تعلم ما حصل بين هاتين القبيلتين يوم بِعاث ، أيّ حرب استعرّت بينهم وكم من الدماء أُريقت منهم[34]
    وكان النصر ذلك اليوم حليف الخزرج ، واليوم تريد الأوس الانتقام وأخذ ثأرها من سعد[35]
    نعم ، إنّما بايعَتِ الأوسُ أبا بكر لكي يحيلوا بين سعد والرئاسة! خافوا إن هم لم يبايعوا أبا بكر أن يصير الحكم إلى سعد!
    حقّاً ، من هيّج النار الخاملة تحت الرماد بين هاتين القبيلتين اليوم ؟
    من أشعل الفتنة بين هاتين القبيلتين ؟
    إنّ جماعةً كانت ترى ضرورة حصول الاختلاف بين هاتين القبيلتين ، ولذا خطّطت لهذا الاختلاف بدهاء!



نوشته ها در باره این

نظر شما

.شما در حال ارسال نظر براي از كتاب صرخة النور نوشته مهدى خداميان هستید

‌اگر مي خواهيد مطلب ديگري - كه ربطي به اين ندارد- براي من بفرستيداينجا را كليك كنيد.


عنوان این فیلد نمی تواند خالی باشد.
متن نظر شما
لطفا ایمیل خود را وارد کنید * این فیلد نمی تواند خالی باشد.لطفا ایمیل را صحیح وارد نمایید.
لطفا نام خود را وارد نمایید


ابتدای متن