کتب دکتر مهدی خدامیان آرانی - سایت نابناک

سایت استاد مهدي خداميان آرانی

در حال بارگذاری

    دعوا ابن أخي!

      دعوا ابن أخي!


    ويصيح أبو بكر مرّة أُخرى : دع عنك ذاك يا عليّ وبايعني، وإلاّ ضربنا عنقك .
    فيما الحبل كان لا يزال في رقبة عليّ ، يلتفت نحو قبر النبيّ ويقرأ هذه الآية بقلب مكسور : (ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِى وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِى )[150]
    نعم ، التاريخ يُعيد نفسه ، حينما ترك موسى أخاه في قومه وذهب إلى الطور ، عبد بنو إسرائيل بعده العجل ، ولم يقبلوا نصح هارون لهم .
    أُولئك تركوا هارون وحيداً ولم ينصروه أمام أعدائه .
    فلمّا عاد موسى من ميعاده ووجد قومه وقعوا في فتنة عبادة العجل وارتدّوا كفّاراً ، طلب توضيح ذلك من أخيه هارون .
    فقال هارون : إنّهم تركوني وكادوا يقتلونني .
    واليوم عليّ يعيد قول هارون مُذكِّراً بما جرى عليه مِن قِبل بني إسرائيل ، نعم، اليوم تركت الأُمّة عليّاً وحده، وكادوا يقتلونه .
    يا تُرى ماذا سيحصل ؟ هل سيبايع عليّ ؟
    يرفعون سيوفهم عالياً بانتظار أمر الخليفة .
    فتحتبس الأنفاس في الصدور ، الكلّ ينظر وينتظر!
    ويجلس التاريخ يتأمّل في مظلومية عليّ .
    انظر هناك !
    مَن هذا الشيخ الذي يُسرع الخُطى نحوهم ؟!
    إنّه يصيح : اتركوا ابن أخي ، ولكم علَيَّ أن يبايعكم .
    إنّه العبّاس عمّ النبيّ ، كبير بني هاشم وشيخهم .
    جاء لإنقاذ ابن أخيه .
    فما أن يسمع الخليفة صوت العبّاس ، حتّى يأمر بإخفاض السيوف .
    يقترب العبّاس منهم ، ينظر إلى وجه عليّ ، غربة يومه أوجعت قلب العبّاس .
    انظر إلى أصابع مولاك عليّ مضمومة !
    كلّما حاول الناس فتحها وبسطها لم يستطيعوا .
    فيأخذ العبّاس يد عليّ ويمسح بها وهي مقبوضة على يد أبي بكر[151]
    فينظر عليّ نحو السماء ويقول :
    اللّهمّ إنّك تعلم أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قد قال لي : إن أتمّوا عشرين فجاهِدْهم .
    أسفاً على مولاي عليّ ، لم يفِ له من الأصحاب سوى سلمان والمقداد وعمّار وأبو ذر ، لذا ليس له إلاّ أن يتجرّع مرارة الصبر[152]
    ما قيمة الرئاسة وحكومة أيّام قلائل في هذه الدنيا حتّى تسوّل لكم أنفسكم أن تظلموا فاطمة بنت نبيّكم ؟
    بماذا ستجيبون يوم القيامة حينما سيسائلكم نبيّكم عن ابنته فاطمة ؟
    يُرفع الحبل عن رقبة عليّ .
    الآن يمكنه الذهاب إلى بيته !!


نوشته ها در باره این

نظر شما

.شما در حال ارسال نظر براي از كتاب صرخة النور نوشته مهدى خداميان هستید

‌اگر مي خواهيد مطلب ديگري - كه ربطي به اين ندارد- براي من بفرستيداينجا را كليك كنيد.


عنوان این فیلد نمی تواند خالی باشد.
متن نظر شما
لطفا ایمیل خود را وارد کنید * این فیلد نمی تواند خالی باشد.لطفا ایمیل را صحیح وارد نمایید.
لطفا نام خود را وارد نمایید


ابتدای متن