وأخيراً بايع أهل السقيفة جميعهم أبا بكر ، وآن الأوان لنقل الخليفة إلى داخل المدينة .
يتوجّه الخليفة مع من كان في السقيفة نحو مسجد المدينة .
وفي الطريق كانوا يُلزمون كلّ من يصادفهم بيعةَ أبي بكر ، شاء أم أبى
[49] نعم ، اتّحد المسلمون على خلافة أبي بكر ، وكلّ من يخالف هذا الاتّحاد يُقتل !
ستتسائل : بأيّ ذنب ؟
بذنب الإخلال بوحدة المسلمين .
ولكن سؤالنا هنا هو: هل إنّ جميع المسلمين بايعوا أبا بكر ؟ علماً أنّ بني هاشم وسيّدهم عليّ لم يبايعوا، ولا الصحابة النجباء.
أيّ وحدة هذه التي تتكلّمون فيها ؟
انظر ، كيف يتوجّهون بالخليفة بحفاوة نحو المسجد .
وارى عليٌّ جسدَ النبيّ ، وعاد إلى بيته .
اجتمع بعض المسلمين في المسجد ، فيما كان عثمان يرافقه بعض بني أُمية قد جلسوا في إحدى زواياه
[50] وفي الأثناء يدخل أبو بكر المسجد ويجلس على منبر النبيّ .
يدير عمر طَرْفَه في داخل المسجد ، فيشاهد أبا سفيان وجماعة من بني أُمية وفيهم عثمان وقد جلسوا جانباً .
يتكلّم أبو سفيان وجماعة بما يسيء إلى أبي بكر!
ياترى ، كيف يمكن إرضاء أبي سفيان ؟
ينقدح الحلّ في ذهن الخليفة .
يوصل أحدهم خبراً مهمّاً لأبي سفيان : نَعِدُك أن نُشرك ابنك معاوية في الحكم
[51] فيبتسم أبو سفيان ويقول : لنعم الخليفة أبو بكر ، فقد وصل رَحِمَنا، وردّ حقّنا .
فيُقْبل أبو سفيان وبنو أُمية يبايعون أبا بكر .
يلتفت عمر نحو البقية فيصيح بهم : لماذا تجلسون جانباً ؟ قوموا وبايعوا خليفة رسول الله أبا بكر
[52] ينهض عثمان من مكانه ويقترب من أبي بكر يبايعه ، وببيعة عثمان يبايع جميع بني أُمية
[53] والآن جميع الأنظار متوجّهة نحو بني هاشم وأهل بيت النبيّ ، هل سيبايع هؤلاء أبا بكر ؟