ابتدأت مرحلة الدعايات ، لا بدّ من العمل لإقناع الناس بأنّ أبا بكر هو خليفة رسول الله .
أبو بكر يخطب على منبر رسول الله ، يدخل شخص من باب المسجد ويسلّم عليه بهذا السلام : السلام عليك يا خليفة الله !
لا يصدّق الجميع سمعهم وهم يَرَون كيف تحوّل أبو بكر بين ليلة وضحاها إلى أعلى مقام بحيث يُنادى بخليفة الله .
فيصيح أبو بكر مِن على المنبر : لستُ خليفةَ الله، ولكنّي خليفة رسول الله ، وأنا راض بذلك
[56] نعم ، فيُعرف أبو بكر بخليفة رسول الله بهذه الطريقة .
ثمّ يستمرّ الخليفة في خطبته .
هل تريد سماع الخطبة ؟
أيّها الناس ، مَن أحقُّ بهذا الأمر منّي ؟ ألستُ أوّل من صلّى ؟ ألم أكن خير أصحاب النبيّ ؟
[57] أخذ أُولئك الجالسون تحت المنبر يحرّكون رؤوسَهم تأييداً ، فيما كان جميع من حضر يعلم جيّداً أنّ عليّ بن أبي طالب هو أوّل مَن آمن بالنبيّ وأوّل من صلّى معه
[58] قبل مدّة ليست بمديدة، لم يكن يصلّي مع النبيّ سوى عليّ وخديجة
[59] في تلك الأيّام لم يكن أبو بكر قد أسلم بعد .
واليوم لا أحد يتجرّأ على الإفصاح عن هذه الحقيقة .