ويحين موعد غروب الشمس ، رُوح النبيّ متهيّئة للرحيل .
يقول جبرئيل للنبيّ : هل لك في الرجوع إلى الدنيا ؟
يجيبه النبي : لا ، قد بلّغتُ رسالات ربّي ، إلى الرفيق الأعلى ، إلى الجنّة
[109] نعم ، يفضّل النبيّ لقاء ربّه على هذه الدنيا ، هو الآن مُتهيّئٌ للرحيل .
فيقول له جبرئيل : إنّ الله مشتاق إلى لقائك .
هل بعد هذا فخر أنّ الله يشتاق لشخص أفنى عمره لسعادة الناس ؟
اقترب موعد الوصال .
تقول فاطمة للنبيّ : يا أبتِ ، أين الميعاد غداً ؟
فيقول لها : أما إنّك أوّلُ أهلي لحوقاً بي ، تَرينّي في مقام الشفاعة ، وأنا أشفع لأُمّتي ، وتريَنّي عند حوض الكوثر
[110] يلتفت النبيّ نحو عزرائيل ويطلب منه قبض روحه .
قارئي العزيز .
هل تدري ماذا كانت آخر كلمات النبيّ ؟
اسمع !
ـ يا عليّ ، ضع رأسي في حِجْرك ، فقد جاء أمر الله تعالى
[111] نعم ، فاضت روح النبي إلى الملكوت الأعلى ورأسُه في حِجْر عليّ ، وقد مدّ(عليه السلام) يده اليُمنى تحت حنك النبيّ، ففاضت نفسه فيها، فرفعها(عليه السلام) إلى وجهه فمسحه بها، ثمّ وجّهه ومدّ عليه إزاره، واستقبل بالنظر في أمره
[112] تفوح في المكان رائحة عطرة ، وتنغلق عينا النبيّ وإلى الأبد
[113] يرتفع صوت فاطمة بالبكاء ، ها قد ولّت أيّام عزّ أهل هذا البيت الطاهر
[114]