زينب تلك المرأة اليهودية ، تَقْدم نحو المدينة حاملةً معها سمّاً فتّاكاً ; تنوي أن تسمّ به النبيّ .
تدخل زينب المدينة وعليها ثياب المسلمات .
وكانت تتحقّق حول علاقة النبيّ بأيّ نوع من الطعام يرغبه أكثر من غيره .
فكانت تسأل كلّ شخص تلاقيه : أرغب في أن أهدي إلى رسول الله شاةً مقليّة ، فهل تعلم أيّ عضو من الشاة هو أحبّ إليه ؟
لم يكن أحد يعلم بخطّتها المشؤومة ، فكانوا يظنّون أنّها إنّما تريد استضافة النبيّ لشدّة محبّتها له ، فكان الكثير يجيبها بأنّ النبيّ يحبّ من اللحم الذراع
[5] تفرح زينب اليهودية ، وتؤوب إلى حيث قد اتّخذت لها بيتاً .
وكانت قد اشترت شاةً سمينة ، ذبحتها وشوت لحمها .
آه ، تفوح رائحة الكباب المشهّية ، ولكن أيّ كباب !
تنهض متوجّهة نحو غرفتها، وما أسرع أن عادت ومعها سمّها الفتّاك ، تسمّ به سائر الشاة ، وتُكثر منه في الذراعين !
[6] انظر ! تحمل الشاة المشويّة وتتوجّه بها نحو بيت النبيّ .
صلّى النبيّ صلاة المغرب ، وفيما هو يخرج وحوله أصحابه ، تقترب زينب اليهودية منهم فتقول له : يارسول الله، هدية أهديتُها لك
[7] وكانت تعلم أنّ النبيّ يقبل الهدية
[8] وكان بعض أصحاب النبيّ قد أضرّ به الجوع وهو يرى شاةً مشويّة! فأخذ يحدّث نفسه : "ليت النبيّ يقبل هذه الهدية، فنعزّي بطوننا بها" .
ولم يكن أحد على دراية بخطّة هذه المرأة المشؤومة .
يقبل النبيّ الهدية ، ويدعو أصحابه لتناول طعام الغداء عنده .
يجلس الجميع حول السفرة ، فيمدّ بِشْرٌ يده ويتناول ذراع الشاة قاطعاً إيّاها، ثمّ يضعها أمام النبيّ .
يتناول النبيّ بعضها ويُرجع الباقي .
ينشغل بِشْر بتناول لحم الكراع .
وينشغل الجميع بتناول الطعام، وكذلك النبيّ، حيث يتناول قطعة منه
[9]