کتب دکتر مهدی خدامیان آرانی - سایت نابناک

سایت استاد مهدي خداميان آرانی

در حال بارگذاری

    اهتزاز عرش الله

      اهتزاز عرش الله


    تدخل عائشة الحجرة وتجلس جانباً .
    يفيق النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) من إغمائه ، يسأله عليّ(عليه السلام) :
    ـ يا نبيّ الله ، إذا رحلتَ إلى ربّك ، أين أدفنك ؟
    ـ هنا في بيتي .
    فتقول عائشة وكانت تسمع الكلام : وأين أسكن ؟
    يجيبها النبيّ : اسكني بيتاً من البيوت ، إنّما هو بيتي ، ليس لكِ الحقّ إلاّ ما لغيركِ . يا عائشة! لا تخالفي مولاكِ عليّاً[92]
    نعم ، هذا البيت هو بيت النبيّ ، تَرِثه مِن بعده عائلته ، حينما تقسّم الإرث ترى أنّه لن يصل إلى عائشة منه سوى ما يعادل اثني عشر سنتمتراً من الحجرة .
    ليس لعائشة الحقّ أكثر من هذه الاثني عشر سنتمتراً ، ومع ذا يأمرها النبيّ بالخروج من البيت والعيش في بيت آخر .
    ولكن هل ستُطيق عائشة هذا الأمر ؟
    يخيّم سواد الليل ، وتشتدّ حلكة الظلام .
    الليلة هي آخر ليلة من عمر النبيّ ، وهو طريح الفراش ، وعليّ يجلس عند رأسه مغموماً .
    يشتاق النبيّ إلى ابنته فاطمة(عليها السلام) ، يطلبها .
    وبعد لحظات ، تدخل فاطمة ومعها الحسن والحسين .
    وما أن تقع عيناها على النبيّ وتراه في هذه الحالة، حتّى تجري دموعها على خدّيها .
    يستدعيها النبيّ إلى جنبه ، يأخذ عليّ بيدَي الحسن والحسين(عليهما السلام) ويخرج من الحجرة .
    وفي الخارج تقترب عائشة من عليّ تسأله :
    ـ لأيّ أمر خلا النبيّ بابنته وأخرجك ؟ !
    ـ قد عرفتُ لِمَ خلا بها ، وأرادها له[93]
    وبعد ساعة وإذا بصوت فاطمة ينادي : ادخلْ يا عليّ .
    يدخل عليّ الحجرة، وإذا به يرى النبيّ يجود بنفسه .
    يبكي عليّ وتجري دموعه على لحيته ، ويرتفع صوته بالبكاء .
    يلتفت النبيّ نحوه ، يسأله : ما يبكيك ؟
    وبعد لحظات ، يأخذ النبيَّ تفكيرٌ عميق ، وفجأةً يبدأ هو أيضاً ينشج بالبكاء .
    يا إلهي ماذا يجري ؟ لماذا النبيّ يبكي ؟
    استمعْ ، يكشف النبيّ عن سبب بكائه : أبكي لما سيجري عليك يا عليّ وعلى ابنتي فاطمة ، فقد أجمع القوم على ظلمكم ، وقد أستودِعُكُم اللهَ .
    يا لَلعَجب ! ألم يؤكّد النبيّ كلّ تلك التأكيدات على مقام أهل بيته في الناس ؟ لأيّ شيء يريد المسلمون إيصال الأذى لوحيدة النبيّ وحبيبة قلبه ؟
    أيّ غرض يرومون من ذلك ؟
    يلتفت النبيّ نحو عليّ : يا عليّ ، قد أوصيتُ ابنتي فاطمة بأشياء وأمرتُها أن تُلقيَها إليك ، فأنفذها .
    لا أحد يعرف مالذي قاله النبيّ لفاطمة ؟
    ولكنّ السؤال الذي لا يزال يعتلج في ذهني هو لماذا لم يُلقِ النبيّ كلامه مباشرةً إلى عليّ ، وإنّما طلب من فاطمة نقله إليه ؟
    ومرّةً أُخرى يضمّ النبيّ فاطمة إليه ويقبّل جبهتها ويقول : فداكِ أبوكِ يا فاطمة .
    وتجهش فاطمة بالبكاء بعد أن تطفح عَبرتها .
    ويعقّب النبيّ وهو لا يزال يضمّها إليه : أما واللهِ لَينتقمنّ الله ربّي ولَيغضبنّ لغضبكِ ، فالويل ثمّ الويل ثمّ الويل للظالمين !
    يا تُرى ما الذي سيحلّ بعد وفاة النبيّ ؟
    يجهش النبيّ بالبكاء ، وتذرف فاطمة الدموع بغزارة ، ويرتفع صوت بكاء الحسن والحسين .
    ما الذي يجري في هذا البيت الليلة ؟ لماذا الجميع يبكي ؟
    أسمعُ أصواتَ بكاء كثيرة غير بكاء هؤلاء .
    إنّها الملائكة ، وهذا صوت جبرئيل يبكي لبكائهم[94]
    يخاطب النبي ابنته : هوّني عليكِ يا بُنيّتي ، والذي بعثني بالحقّ لقد بكى لبكائك عرش الله وما حوله من الملائكة[95]
    عندها تهدأ فاطمة ، ولكن ظلّت عيناها محمرّة من شدّة البكاء ، وابتلّ وجه النبيّ بالدموع .
    ويأخذ النبيّ يكلّم ابنته يطيّب خاطرها : يا فاطمة ، أنتِ أوّل خلق الله يدخل الجنّة ، أنتِ سيّدة نساء الجنّة .
    يا فاطمة ، يأمر الله جهنّم بالسكون والاستقرار حتّى تجوزين على الصراط .
    يا فاطمة ، والذي بعثني بالحقّ أنّك لتدخلين الجنّة والحسن عن يمينك والحسين عن يسارك ، ولتُشرِفِنّ من أعلى الجنان بين يدي الله في المقام الشريف ، ولواء الحمد مع عليّ بن أبي طالب .
    يا فاطمة ، لأقومنّ بخصومة أعدائك ، وليندمنّ قوم أخذوا حقّكِ وقطعوا مودّتك[96]
    كان النبيّ يتكلّم بهذا الكلام ليهدىء من روع ابنته وحبيبته فاطمة ، ويخفّف عنها ; فإنّه قد اهتزّ عرش الله لبكائها !!


نوشته ها در باره این

نظر شما

.شما در حال ارسال نظر براي از كتاب إلى الرفيق الأعلى نوشته مهدى خداميان هستید

‌اگر مي خواهيد مطلب ديگري - كه ربطي به اين ندارد- براي من بفرستيداينجا را كليك كنيد.


عنوان این فیلد نمی تواند خالی باشد.
متن نظر شما
لطفا ایمیل خود را وارد کنید * این فیلد نمی تواند خالی باشد.لطفا ایمیل را صحیح وارد نمایید.
لطفا نام خود را وارد نمایید


ابتدای متن