مَن هذه المرأة التي تتجّه صوب بيت النبيّ ؟
هل عرفتها ؟ إنّها أُمّ بِشْر ، أُمّ ذلك الشخص الذي قضى نحبه شهيداً من ذلك الطعام المسموم .
أُمّ بِشْر قلقة على حال النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ، فجاءت تزوره .
تدخل حجرة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) فتراه ممدّداً على فراش المرض ، قد اصفرّ لونه وارتفعت حرارته .
تسلّم أُم بِشْر على النبيّ وتقول : يا رسول الله ، ما وجدت مثل هذه الحُمّى التي عليك على أحد !
يلتفت النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) نحوها ويقول : إنّها من الأكلة التي أكلت أنا وابنك يوم خيبر من الشاة، فاستُشهد منها
[30] تترقرق الدموع في مقلتَي أُمّ بِشْر لتذكّرها ولدها ، لو أنّ زينب اليهودية لم تفعل فعلتها ذلك اليوم لكان بِشْر ولدها حيّاً ، ولو أنّها لم تسمّ الطعام لكان النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) الآن سالماً معافى .
ولكن لا يمكن فعل شيء الآن، فالسمّ فعل فعله في النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ، وأضحى بدنه ضعيفاً .
هل سيشفى النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) من هذا المرض ؟
أراد الله تعالى ألاّ يكون موت النبيّ موتاً طبيعياً ، إذ جمع النبيّ كلّ خصال الخير في هذه الدنيا ، والشهادة هي آخر الكمالات التي كانت يستحقّها شخصه الكريم في حياته الدنيويّة هذه .
الآن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) يفتح ذراعيه لاستقبال الشهادة .