کتب دکتر مهدی خدامیان آرانی - سایت نابناک

سایت استاد مهدي خداميان آرانی

در حال بارگذاری

    أيّام صعبة في الانتظار

      أيّام صعبة في الانتظار


    يتوجّه النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) مع عليّ(عليه السلام) نحو بيته ، ويأوي إلى فراشه .
    وبعد ساعات يَقدْم البعض لعيادة النبيّ .
    أخذ السمّ يؤثّر في جسده ، فيصفرّ لونه .
    انظر ، يجلس عليّ بقرب النبيّ وهو يأخذ برأسه يضمّه إلى صدره ، والدموع تترقرق في مآقيه .
    وفيما هما على هذه الحالة ينزل جبرئيل(عليه السلام) ، جاء في مهمّة أُخرى .
    ـ يا محمّد، مُرْ بإخراج مَن في الدار إلاّ وصيَّك عليّاً .
    انظر ، جبرئيل يحمل معه كتاباً .
    يلتفت جبرئيل نحو النبيّ ويقول : يا محمّد، ربّك يُقرئك السلام ويقول : هذا كتاب ما كنتُ عَهِدتُ إليك ، ناول هذا الكتاب لوصيّك عليّ .
    فيقول النبيّ : يا جبرئيل ، ربّي هو السلام ، ومنه السلام ، وإليه يعود السلام، هاتِ الكتاب .
    يدفع جبرئيل الكتاب إلى النبيّ، ويدفعه النبيّ إلى عليّ، ويأمره أن يقرأه حرفاً حرفاً .
    هل تدري أنّ هذا العهد هو ميراث الأنبياء ؟[87]
    انظر إلى مولاك، إنّه الآن يقرأ العهد بدقّة .
    كلّي شوق لمعرفة ما خُطّ في هذا الكتاب .
    وبعد لحظات .
    يلتفت النبيّ نحو عليّ فيقول :
    ـ يا عليّ ، أخذتَ وصيّتي وعرفتَها ، وضمنتَ لله ولي الوفاءَ بما فيها ؟
    ـ نعم بأبي أنت وأُمّي، علَيَّ ضمانها ، وعلى الله عوني وتوفيقي على أدائها .
    ـ يا عليّ ، إنّي أُريد أن أُشهد عليك بموافاتي بها يوم القيامة .
    ـ نعم أَشهِد .
    ـ إنّ جبرئيل وميكائيل(عليهما السلام) فيما بيني وبينك الآن، وهما حاضران ومعهما الملائكة المقرّبون ، لأُشهدهم عليك .
    ـ نعم ، ليشهدوا ، وأنا أُشهدهم .
    إنّى لفي عجب شديد ، يا تُرى ماذا كُتب في هذا العهد حتّى يؤكّد النبيّ على عليّ كلّ هذا التأكيد ؟!
    لشدّ ما أتلهف لمعرفة ما خُطّ في ذلك العهد .
    ولكان يسرّني أني أستطيع أن أقرأ عليكم قُرّائي الأعزّاء بعضاً منه .
    يعقّب النبيّ :
    ـ يا عليّ ، تفي بما فيها (الوصيّة) من موالاة من والى الله ورسوله ، والبراءة والعداوة لمن عادى الله ورسوله ، والبراءة منهم، وعلى الصبر منك على كظم الغيض وعلى ذَهاب حقّك وغصب خُمسك وانتهاك حرمتك ؟
    ـ نعم يا رسول الله .
    صوت يتناهى، كأنّي أسمعه يقول : يا محمّد ، عرّفْه أنّه يُنتهك الحرمة ، وتُخضَّب لحيته من رأسه بدم عبيط![88]
    عزيزي القارئ .
    كان هذا صوتَ جبرئيل يطلب من النبيّ إيصال خطابه إلى مولاك عليّ .
    يا للعجب ! ألم يبايع الناسُ جميعاً عليّاً في غدير خمّ ؟
    ألم يأمر النبيّ مراراً وتكراراً بمحبّة أهل بيته والرحمة بهم ؟
    هل نسي الناس كلّ هذا الكلام حتى ينتهكوا حرمة علي وأهل بيته ؟!
    وفي الأثناء كلام آخر تجري مداولته ، لا أسمعه ، كلّ ما أراه هو دموع عليّ تترقرق في عينيه وتسيل على خدّيه .
    يا تُرى ماذا سيحدث بعد وفاة النبيّ ؟
    من يتصوّر أنّ المسلمين سيجتمعون لحرق باب عليّ !
    من يتصوّر أنّهم سيضعون حبلاً في رقبته ويسحبونه نحو المسجد .
    من يتصوّر أنّ ناموسه وهو ناموس الله سيُضرب بالسوط .
    وأنّى لأحد أن يتصوّر كلَّ هذا !
    لماذا على عليّ أن يرى كلّ ذلك بأمّ عينيه ولا يفعلَ شيئاً، وإنّما عليه أن يصبر ؟
    اليوم يعاهد عليٌّ النبيَّ على الصبر على كلّ بلاء ورزيّة بعده ; وذلك لأنّ صبره سيكون الكفيل بحفظ الإسلام .
    نعم ، لولا صبر عليّ فإنّ أعداء الإسلام سيهدمون كلَّ ما بناه نبيّ الإسلام .
    أليس عليّ هو الذي أحيا بسيفه الإسلام في كلّ حروبه ؟ فعليه إذن أن يصبر غداً لحفظه .
    الآن ينقل النبيّ كلام جبرئيل لعليّ ، برأيك ماذا سيكون جواب عليّ ؟
    انظر ، عليّ يسجد، يعاهد ربّه في سجدته : قَبِلتُ ذلك ياربّ ، وأنا راض به .
    حان الآن وقت ختم العهد ، نعم لقد وافق عليّ على كلّ ما جاء فيه .
    تختم الملائكة على هذا العهد وتناوله عليّاً .
    على أن يسلّم عليّ هذه الوصية آخر أيّام حياته إلى ولده الحسن المجتبى(عليه السلام) ، وهكذا كلّ إمام يوصلها إلى الإمام الذي يليه ، حتّى تصل إلى يد الإمام المهديّ خاتم الأوصياء[89]


نوشته ها در باره این

نظر شما

.شما در حال ارسال نظر براي از كتاب إلى الرفيق الأعلى نوشته مهدى خداميان هستید

‌اگر مي خواهيد مطلب ديگري - كه ربطي به اين ندارد- براي من بفرستيداينجا را كليك كنيد.


عنوان این فیلد نمی تواند خالی باشد.
متن نظر شما
لطفا ایمیل خود را وارد کنید * این فیلد نمی تواند خالی باشد.لطفا ایمیل را صحیح وارد نمایید.
لطفا نام خود را وارد نمایید


ابتدای متن