اليوم هو يوم الأحد ، سبعة وعشرون ليلةً مضت من صفر ، يبدو أنّ حال النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) قد تحسّنت قليلاً .
يقرّر النبيّ الخروج إلى المسجد مرّة أُخرى للصلاة بالناس ، لا أحد يتصوّر أنّها ستكون آخر صلاة له في المسجد .
ينتظر المسلمون جميعاً ، وإذا بهم يرون النبيّ يدخل ويده بيد عليّ(عليه السلام)، ثمّ ويتوجّه من فوره نحو المحراب .
يخفّف النبيّ صلاته ، وبعد أن يتمّها يتوجّه إلى بيت فاطمة(عليها السلام)
[85] يريد أن يُري الناس مرّةً أُخرى حبّه وتعلّقه بابنته .
يدخل النبيّ بيت فاطمة .
يتقدّم الحسن والحسين(عليهما السلام) لاستقباله ، فيفتح لهما جَناحَيه فيضمّهما إليه ، ويأخذ بتقبيل ريحانتيه .
انظر .
كان الحسن أشدّهم جزعاً وبكاءً ، فيضمّه النبيّ إلى صدره ويقول له : كُفَّ يا حسن ، فقد شققتَ على رسول الله
[86] يا تُرى هل سيعود النبيّ مرّةً أُخرى إلى هذا البيت ؟
طالما النبيّ على قيد الحياة فأهل هذا البيت معزّزون يجلّلهم الجميع .
ولكن هل سيبقى الناس هكذا مع أهل هذا البيت بعد رحيل النبيّ ؟