يجلس العبّاس عمّ النبيّ بقرب فراش النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ، وليس هناك من متّسع في الحجرة لشدّة الزحام .
وبعد لحظات .
يدخل علي(عليه السلام) راجعاً من بيته .
لا يوجد مكان لجلوس عليّ ، فيقف عند عتبة الحجرة .
تقع أنظار النبيّ على عليّ ، فيلتفت نحو العبّاس طالباً منه القيام كي يجلس علي مكانه .
فيقوم العبّاس من مكانه وهو يقول : يا نبيّ الله، تقيم الشيخ وتُجلس الغلام ؟
[80] إذا نظرت إلى وجه العبّاس ، ستراه مغضباً .
حقّاً ، لماذا يجب أن يكون هكذا ؟ حتّى بعض بني هاشم لا يطيقون أن يشهدوا بعضَ فضائل عليّ !
أليس عليّ خليفة النبي ؟ لا بدّ أنّ النبيّ عنده مع عليّ أمرٌ خاصّ يستدعي وجوده بقربه .
يَقدْم عليّ فيجلس قرب النبيّ .
يلتفت النبيّ فيما حوله ويقول : يا بني هاشم ، لا تخالفوا عليّاً فتَضِلّوا ، ولا تحسدوه فتكفروا !
[81] لا يزال العبّاس مستاءً ، لماذا أعطى النبيّ مكانه لعليّ ؟
كان يهمّ بالخروج من الحجرة حينما ناداه النبيّ : يا عمّ ، لا أخرجْ من الدنيا وأنا ساخط عليك .
فيرجع ويجلس في مكان آخر .
المهمّ الآن أن أعرف ما هو هذا الأمر المهمّ الذي دعا النبيَّ أن يُدنيَ عليّاً إلى قربه .
ينزع النبيّ خاتمه من إصبعه ويقول : يا عليّ، تختّم بهذا في حياتي فيَرَوك جميعاً
[82] يشاهد الجميع عليّاً وهو يتناول خاتم النبيّ ويضعه في إصبعه .
عندها يستجمع النبيّ قواه ليقول : اعلموا أنّ عليّاً خليفتي ووصيّي مِن بعدي .
ثمّ يأخذ بيد عليّ ويرفعها عالياً ليراه الجميع، ويقول : هذا عليٌّ مع القرآن والقرآنُ مع عليّ ، لا يفترقانِ حتّى يَرِدا علَيَّ الحوض
[83] ثمّ يلتفت نحو عليّ ويقول : يا عليّ، لا تفارِقْني حتّى تُوارِيَني في رَمسي
[84]