کتب دکتر مهدی خدامیان آرانی - سایت نابناک

سایت استاد مهدي خداميان آرانی

در حال بارگذاری

    الفصل الاول: بيان منهج قدماءنا

     الفصل الاول: بيان منهج قدماءنا


    ان اصحابنا القدماء(رحمهم الله) قاموا بتدوين احاديث الائمة المعصومين(عليهم السلام)فى القرن الثانى و كان ذلك بارشاد من الائمة المعصومين(عليهم السلام) و كان كوفة محورا فى تاليف الكتب الحديثية كما انَّ عبيد الله بن على الحلبى *p2الحلبى على الامام الصادق(عليه السلام) فصححه و قال(عليه السلام): "اترى لهولاء مثل هذا؟". *p3
    و لايخفى عليك انَّ الحديث الشيعى غالباً كان بصورة الكتابة و على خلاف ذلك الحديث السنىّ فان الغالب فيه هو الرواية دون الكتابة.
    ثم انَّ اصحابنا فى كل طبقة نقلوا هذه الكتب و كان ذلك فى اول الامر بتحمل الكتب عن مولفها مثل ما نجد انَّ ابن ابى عمير و الحسن بن محبوب و غيرهما نقلوا قسماً كبيراً من هذه الكتب (التى وصف بعضها بالاصل) و هذه الكتب نقلت من طبقة الى طبقة و من بلد الى بلد فمثلاً انَّ احمد بن محمد بن عبسى و ابراهيم بن هاشم سافرا الى الكوفة و تحملا كتب الاصحاب و قاما بنشرها فى قم.
    و لذلك حينما بدأ البحث العلمى بين الاصحاب كان الكلام فى حجية هذه الكتب و صحة طريقها و الوثوق بصحة النسخة و الاعتماد على راوى الكتاب و لكن البحث العلمى فى التراث السنى انما كان على الرواة لانهم قاموا بتاليف الكتب فى عهد عمر بن عبد العزيز و كان تراثهم كان على ذاكرة الاشخاص و لذلك اضطروا الى حجية الخبر تعبداً و لكن المباحث الحديثية عند اصحابنا كان على محورية الكتب و تقويم نسخها و طرقها.
    ثمَّ انَّ اصحابنا قاموا بتأليف كتب الفهارس *p4الطريق اليها و كانت كتب الفهارس على غير المنهج الذى عليه مثل فهرست ابن نديم فان ابن نديم كان وراقا *p5لكن فى فهارس الاصحاب كانت جهة من الحجية بمعنى انَّ الاصحاب قاموا فى الفهارس لبيان الطرق الى هذه الكتب و تقويم هذه الطرق فانَّ النجاشى عندما يذكر فى فهرسته اسامى الكتب فيذكر طريقه اليها، نعم فى بعض الموارد لايذكر طريقاً الى هذه الكتب و معنى ذلك ان الكتاب وصل اليه بالوجادة و ليس له طريقا اليها.
    و ربما يكون اختلاف بين نسخ الكتب فلذلك كانوا يهتمون بالنسخ كما يهتمون بالاسناد و هذا هو مراد النجاشى حيث يكرر فى كلامه: "له كتاب، تختلف الروايه فيه" أو "له كتاب تختلف رواياته" *p6
    "و لاتحمل رواية على رواية و لا نسخة على نسخة لئلايقع فيه اختلاف" *p7
    و بالجملة انَّ قدماء اصحابنا كانوا مصرّين على ان يكون لهم طريق مطمئن الى الكتب الحديثية و لايعتمدون على الكتب اذا وصل اليهم بالوجادة.
    فهذه الكتب كانت مشهورة بين الاصحاب و لهم طرق متعددة اليها و لكن بعد قيام المشايخ الثلاثة بتاليف الكتب الاربعة اعتنوا اصحابنا بالكتب الاربعة أكثر و لم يهتموا بهذه المصادر الاولية حق اهتمامها.
    و نحن نذكر مثال عمل القدماء فى كتاب الحلبى لوضوح المقام:
    ان عبيد الله الحلبى قام بتاليف كتابه و تلقوا الاصحاب كتابه بالقبول فحماد بن عثمان نقل هذا الكتاب عن الحلبى و كان اصطلاح قدماءنا هكذا: "كتاب الحلبى برواية حماد" و مرادهم: "كتاب الحلبى بنسخة حماد" و بعد ذلك قام محمد بن ابى عمير و غيره بتحمل كتاب الحلبى من طريق حماد فنسخة حماد لكتاب الحلبى تحملها ابن ابى عمير *p8ابراهيم بن هاشم و غيره تحمل كتاب الحلبى عن طريق ابن ابى عمير بعد ذلك تحمله على بن ابراهيم عن ابيه كما انه نقل الكلينى عن طريق على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير نسخة حماد من كتاب الحلبى.
    فتبين ان كتاب الحلبى كان فى متناول الاصحاب و كلّ طبقة تحملها من شيوخه فالروايات التى ينتهى سندها الى عبيد الله بن على الحلبى ماخوذة من هذا الكتاب.
    و بذلك يبين مراد الشيخ الصدوق حيث قال فى ديباجة الفقيه:
    "و جميع ما فيه مستخرج من كتب مشهورة، عليها المعول و إليها المرجع، مثل كتاب حريز بن عبد الله السجستاني و كتاب عبيد الله بن علي الحلبي و كتب على بن مهزيار الاهوازي و كتب الحسين بن سعيد..." *p9
    و كذلك يظهر وجه الحجية فى كلامه حيث قال:
    "و لم أقصد فيه قصد المصنفين في إيراد جميع ما رووه، بل قصدت إلى إيراد ما افتي به و أحكم بصحته و أعتقد فيه أنه حجة فيما بيني و بين ربي". *p10
    فان وجه الحجية فى كلامه هو وثوقه بالمصادر الاولية لشهرة هذه المصادر فى عصره.
    كما انه يتضح كلام ابن قولويه فى كامل الزيارات حيث قال:

    "...لكن ما وقع لنا من جهة الثقات من اصحابنا رحمهم الله برحمته و لا اخرجت فيه حديثا روي عن الشذاذ من الرجال". *p11
    فان كلامه ليس فى توثيق مشايخه و لا توثيق جميع رجال الكتاب بل كان مراده هو الوثوق بالمصادر بمعنى انَّ هذه المصادر كانت مشهورة و معروفة بحيث حصل له الوثوق بها و لذلك نجد انَّه روى فى كتاب كامل الزيارات عمن اشتهر بالكذب مثل عبد الله بن عبد الرحمن الاصم البصرى و الظاهر انَّ وجه نقل ابن قولويه عن هذا الرجل هو وجود رواية الاصم البصرى فى كتاب الحسين بن سعيد *p12سعيد و بعبارة أخرى: لم يكن اعتماد ابن قولويه على وثاقة الاصم البصرى بل كان اعتماده على وجود هذه الرواية فى كتاب حسين بن سعيد.
    فاعتماد الاصحاب فى تقويم التراث الحديثى ـ مضافاً الى وثاقة الراوىـ كان على ورود الحديث فى كتاب مشهور مع صحة انتساب الكتاب الى المولف و تحمل المشايخ له و وصول الكتاب اليهم بطريق معتبر و لذلك نجد انّه ربما لم يكن الرجل موثقا بحسب الاصطلاح و لكن الاصحاب اعتمدوا على كتابه مثل ما نجده فى كتاب طلحة بن زيد مع انَّه لم يذكر له توثيق صريح و لكن النجاشى صرَّح بان كتابه معتمد *p13تلازم بين وثاقة المولف و الاعتماد على كتابه لانَّه ربما يكون الاعتماد بالكتاب لوجود شواهد خارجية كما انَّ الاصحاب اعتمدوا على نسخة النوفلى لكتاب السكونى و ليس معنى ذلك ثبوت الوثاقة المصطلحة للنوفلى بل المراد الاعتماد على النسخة التى رواها النوفلى من كتاب السكونى.
    و بالجملة انَّ كل ما رواه النوفلى عن السكونى معتبر عند القدماء بخلاف روايات النوفلى عن غير السكونى. *p14
    و بما ان معرفة النسخة المعتمدة تحتاج الى خبروية خاصة مع قدرة علمية ـ و لايمكن ذلك بمجرد العلم بوثاقة الراوى ـ فاصحابنا كانوا يعتمدون على اعتماد المشايخ فلذلك لم تكن الشيخوخة عندهم مساوقاً لمجرد النقل بل انها تساوق الوثاقة و الضبط و الدقة و المتانة العلمية فلذا نجد انَّ ابن نوح ـ فى بيان طرقه الى كتب الحسين بن سعيد ـ وصف الحسين البزوفرى بالشيخوخة فقط. *p15
    فالمتحصل انَّ قدماء اصحابنا فى مجال تقويم التراث الحديثى مضافاً الى الجانب الرجالى، كانوا يهتمّون بالجانب الفهرستى و يعتمدون على الخبر اذا كان مذكورا فى كتب مشهورة مع تحمل المشايخ لها.
    و الانصاف انه بعد النظر الى تراثنا الحديثى بالمنظر الفهرستى يتضح حال الكثير من روايات اهل البيت(عليهم السلام) و يترتب على دراسة التراث بهذا المنظر فوائد مهمة و لايسعنا المقام تفصيل الكلام فى هذه الجهة.
    و نحن قمنا بتحقيق كتاب آداب امير المومنين(عليه السلام) بهذا المنظر الفهرستى و بسطنا الكلام فى شهرة الكتاب و بيّنا طرق الاصحاب اليه.


نوشته ها در باره این

نظر شما

.شما در حال ارسال نظر براي از كتاب تحقيق آداب أمير المؤمنين(ع) نوشته مهدى خداميان هستید

‌اگر مي خواهيد مطلب ديگري - كه ربطي به اين ندارد- براي من بفرستيداينجا را كليك كنيد.


عنوان این فیلد نمی تواند خالی باشد.
متن نظر شما
لطفا ایمیل خود را وارد کنید * این فیلد نمی تواند خالی باشد.لطفا ایمیل را صحیح وارد نمایید.
لطفا نام خود را وارد نمایید


ابتدای متن