انّ قدماء اصحابنا(رحمهم الله) كانوا يهتمون بحفظ و كتابة احاديث اهل البيت(عليهم السلام) اهتماما بالغا و الفوا كتبا متعددة فى هذا المجال و جمعوا فيها احاديثهم(عليهم السلام) كما انه دون فى خصوص احاديث امير المومنين(عليه السلام) كتبا متعددة فاشهرهم كتاب نهج البلاغة الذى الفها السيد الرضى(عليه السلام) فى القرن الرابع.
و اقدم كتاب الف فى هذا المجال هو كتاب آداب امير المومنين للقاسم بن يحيى الراشدى من اعلام القرن الثانى و من محسنات هذا الكتاب انه نقل احاديث امير المومنين(عليه السلام) من طريق الصادق(عليه السلام) عن آبائه(عليهم السلام).
و لايخفى عليك ان هذا الكتاب يطلق عليه حديث الاربعمئة لان المولف جمع 400 حديثا من احاديث امير المومنين(عليه السلام) فاشتهر بهذا الاسم ايضا.
و لقد منَّ الله على الحسن بن راشد حيث جعل كتابه مقبولاً بين الاصحاب و معتمداً بين المحدثين و الفقهاء فاجلاء اصحابنا نقلوا عن هذا الكتاب كما انَّ هذا الكتاب ورد فى فهارس الاصحاب و اجازاتهم و كان هناك طرقا متعددة الى الكتاب.
و يجدر الاشارة الى ان احاديث هذا الكتاب وصل الينا بصورتين:
الاولى: نقلها بلاتقطيع كالشيخ الصدوق حيث نقل فى آخر الخصال 389 حديث من هذا الكتاب و كابن شعبة الحرانى 345 حديثا.
الثانية: نقل بعض احاديث الكتاب كالبرقى فى المحاسن حيث نقل 29 حديثا و الكلينى فى الكافى حيث نقل 42 حديثا و الشيخ الصدوق نقل فى من لا يحضره الفقيه 16 حديثا و فى علل الشرائع 15 حديثا كما ان الشيخ الطوسى نقل فى تهذيب الأحكام 6 حديثا.
فلقد وفقنا الله لاحياء متن الكتاب بجميع احاديثه و ذلك بعد المراجعة الى المصادر الحديثية و استقصاء ما ورد عن قاسم بن يحيى عن جده عن ابى عبد الله(عليه السلام) عن آبائه(عليهم السلام) *p1
و نحن نعتقد شهرة كتاب آداب امير المومنين(عليه السلام) بين الاصحاب كما انه اذا جمعنا الشواهد و القرائن يمكن لنا الاعتماد على هذا الكتاب و ان لم يذكر لمولف الكتاب الوثاقة المصطلحة فى كتب الرجال فان مسلك قدماءنا(رحمهم الله) فى تقويم التراث الحديثى ليس مسلكا رجاليا صرفا بل انهم كانوا ينظرون الى التراث بالنظرة الفهرستية.
و اذا نظرنا الى التراث الحديثى الشيعى بهذا المنظر الفهرستى يفتح لنا باب واسع لتقويم التراث كما فعلنا فى تحقيقنا هذا بالنسبة الى كتاب آداب امير المومنين(عليه السلام).
فقد رتبنا المقدمة على فصول اربعة:
الفصل الاول: فى بيان منهج قدماء اصحابنا.
الفصل الثانى: فى بيان حال المولف و هو القاسم بن يحيى.
الفصل الثالث: و فيه مقالات سبعة تكلمنا فيها عن حال الكتاب و الطرق اليه و شهرته و محتواه و متنه و...
الفصل الرابع: فى بيان منهجنا فى التحقيق و وصف النسخ الخطية التى اعتمدنا عليها.