بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و السلام على خاتم النبيين و آله الائمة الهداة المهديين، سيما خاتمهم و قائمهم بقية الله فى العالمين و الرحمة و الرضوان على رواة أحادثهم المرضيين الذين هم وسائط بينهم و بين شيعتهم و اللعنة على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين.
و لا ريب ان علم الحديث من أهم العلوم الشرعية التى تبتنى عليها سعادة الانسان فى الحيوة الدنيوية و الاخروية و لقد اهتم قدماء اصحابنا بهذا الشأن اكثر اهتمام.
و كذلك الفوا كتباً تحتوى على أحاديث بحر العلوم و معدن الحكمة و حبل الله المتين و لسانه في بريّته و وارث علم النبين(عليهم السلام) و مستودع علم الاولين و الآخرين و قائد الغر المحجلين و اسم الله الرضي و وجهه المضيئ و صراطه السوي و الامام النقى و الكوكب الدري و نور الله الانور و ضيائه الاظهر أمير المومين على بن ابى طالب(عليه السلام).
و من محاسن الدهر ما الّفه القاسم بن يحيى الراشدى فى القرن الثانى و جمع فى كتابه المسمى بـ "آداب أمير المؤمنين(عليه السلام)" أربعمئة حديثاً من احاديث امير المومنين(عليه السلام) و هو أقدم كتاب فى موضوعه كما انه اشتهر هذا الكتاب بحديث الاربعمئة.
فمن النعم التى أنعمها الله تبارك و تعالى علىّ ان وفقنى لتحقيق هذا الكتاب فعكفت على دراسته فقدّمت له مقدمة و تكلمت فيه عن حال المولف و الكتاب و بيان نسخه و استقصاء جميع طرقه و ذكر ما يعطى وضوحا بالنسبة الى الكتاب، ثمَّ بذلت ما بوسعى لاستخراج احاديث هذا الكتاب و أشرت فيها الى المصادر التى نقلت عنه ثم ذكرت ما يويد احاديث الكتاب.
و أرى من الواجب علىّ ان اتقدم بجزيل الشكر و الثناء الى سماحة الاستاذ العلامة فقيه اهل البيت(عليهم السلام) السيد أحمد المددى ادام الله بقائه، الذى كان ـ و ما زال ـ مشجعى فى خوض هذا المضمار و لتفضله لارشاداته الغنية، تعرب عن حبه و شوقه لنشر هذا الابحاث.
أسال الله تعالى ان يتقبَّل هذا بلطفه و انْ ينفعنى به يوم لاينفع مال و لا بنون الّا من أتى الله بقلب سليم و الحمد لله رب العالمين.
مهدى خداميان الآرانى
قم المقدسة