ذكر النجاشي في ذيل ترجمة عُبَيد الله بن أحمد بن نُهَيك : "وقال حميد بن زياد في فهرسته : سمعتُ من عُبَيد الله كتابَ المناسك وكتاب الحجّ ..." ، وقال في ترجمة علي بن أبي صالح : "وقال حميد في فهرسته : سمعتُ منه كتباً عدّة ، منها : كتاب ثواب ( إنّا أنزلناه في ليلة القدر) " .[139]
وهذا الكلام واضح وصريح بأنّ حميد بن زياد كان له كتاب فهرست كما أنّ لسعد بن عبد الله الأشعري وعبد الله بن جعفر الحميري وابن بطّة وغيرهم، كتاب فهرست .
وقد جمعنا الموارد التي روى الشيخ الطوسي والنجاشي في كتابَيهما عن طريق حميد بن زياد في مجال الفهرست ، إذاحتملنا أنّ هذه الموارد كانت من فهرست حميد ، فحينمارويا كتاباً لقدماء أصحابنا عن طريق حميد ، فهما في الواقع قد ذكرا ذلك الكتاب من فهرست حميد بن زياد .
ويمكن ترتيب الموارد التي رواها الشيخ والنجاشي عن حميد في ثلاثة أقسام :
القسم الأوّل : بعد مراجعة الفهرست للطوسي ورجال النجاشي ، وجدنا أنّهما اتّفقا في 85 مورداً في النقل عن حميد في مجال الفهرست .
ولتوضيح المراد نذكر ما أثبتناه في ترجمة أحمد بن أبي بشر في هذا الكتاب برقم 16 : قال الشيخ الطوسي: "أحمد بن أبي بشر السرّاج ، كوفيّ ، مولى ، يُكنّى أبا جعفر ، ثقة في الحديث ، واقفيّ المذهب ، روى عن موسى بن جعفر(عليهما السلام) ، وله كتاب النوادر ، أخبرنا به الحسين بن عُبَيد الله، عن أحمد بن جعفر ] البَزَوفَري [، عن حميد بن زياد ، عن ابن سماعة ، عن أحمد بن أبي بشر" .[140]
وقال النجاشي : "أحمد بن أبي بشر السرّاج ، كوفيّ ، مولى ، يُكنّى أبا جعفر ، ثقة في الحديث ، واقف ، روى عن موسى بن جعفر(عليهما السلام) ، وله كتاب نوادر ، أخبرنا الحسين بن عُبَيد الله، قال : حدّثنا أحمد بن جعغر ] البَزَوفَري [ ، قال : حدّثنا حميد بن زياد بن هَوار ، قال : حدّثنا ابن سماعة ، قال : حدّثنا أحمد بن أبي بشير" .[141]
وإذا تأمّلتَ في كلام الشيخ والنجاشي تجد أنّهما رَويا كتاب النوادر لأحمد بن أبي بشر السرّاج بإسنادهما عن حميد بن زياد ، عن ابن سماعة ، عنه ، وهذا يدلّ على أنّهما رويا كتاب أحمد بن أبي بشر من فهرست حميد.
فمن المحتمل قوياً أنّ أحمد بن أبي بشر كان مذكوراً في فهرست حميد بن زياد، وحميد ذكر طريقَه إلى كتابه في فهرسته ، فاستظهرنا أن يكون متن فهرست حميد بن زياد هكذا : "أحمد بن أبي بشر : له كتاب النوادر ، أخبرنا به ابن سماعة ، عنه".
القسم الثاني : بعد مراجعة الفهرست للطوسي نجد أنّ الشيخ في 158 مورداً انفرد في النقل عن فهرست حميد .
ولتوضيح المراد نذكر ما أثبتناه في أحمد بن ميثم بن أبي نعيم في هذا الكتاب برقم 23 : قال الشيخ الطوسي: "أحمد بن ميثم بن أبي نعيم الفضل بن عمر ـ ولقبه دُكَينـ بن حمّاد بن زهير : مولى آل طلحة بن عُبَيد الله ، أبو الحسن ، كان من ثقات أصحابنا الكوفيّين وفقهائهم ، وله مصنّفات منها : كتاب الدلائل ، كتاب المتعة ، كتاب النوادر ، كتاب الملاحم ، كتاب الشراء والبيع ، أخبرنا بها الحسين بن عُبَيد الله، عن أحمد بن جعفر ] البَزَوفَري [ ، عن حميد بن زياد ، عن أحمد بن ميثم" .[142]
وإذا تأمّلت في كلام الشيخ تجد أنّه روى كتب أحمد بن ميثم بن أبي نعيم بإسناده عن حميد بن زياد ، عنه .
فمن المحتمل قوياً أنّ أحمد بن ميثم كان مذكوراً في فهرست حميد ، وحميد ذكر طريقه إلى كتابه، فاستظهرنا أن يكون متن فهرست حميد هكذا : "أحمد بن ميثم بن أبي نعيم الفضل بن عمر : له كتاب الدلائل ، كتاب المتعة ، كتاب النوادر ، كتاب الملاحم ، كتاب الشراء والبيع ، أخبرنا بجميعها" .
القسم الثالث : بعد مراجعة رجال النجاشي وجدنا أنّ النجاشي في 76 مورداً انفرد في النقل عن فهرست حميد.
ولتوضيح المراد نذكر ما أثبتناه في أبان بن عمر الأسدي في هذا الكتاب برقم 3 : قال النجاشي : "أبان بن عمر الأسدي : ختن آل ميثم بن يحيى التمّار ... أخبرنا أحمد بن عبد الواحد وغيره عن أبي القاسم علي بن حبشي بن قُوني ، قال : حدّثنا حميد بن زياد ، قال : حدّثنا القاسم بن إسماعيل ، عن عُبَيس بن هشام بكتاب أبان بن عمر الأسدي" .[143]
وإذا تأمّلتَ في كلام النجاشي تجد أنّه روى كتاب أبان بن عمر الأسدي بالإسناد عن حميد ، عن القاسم بن إسماعيل ، عن عُبَيس بن هشام ، عن أبان بن عمر الأسدي .
فمن المحتمل قوياً أنّ أبان بن عمر الأسدي كان مذكوراً في فهرست حميد ، وحميد ذكر طريقه إلى كتابه ، فاستظهرنا أن يكون متن فهرست حميد بن زياد هكذا : "أبان بن عمر الأسدي : حدّثنا القاسم بن إسماعيل ، عن عُبَيس بن هشام بكتاب أبان بن عمر الأسدي" .
ثمّ أنّا جمعنا كلّ الموارد التي رواها الشيخ والنجاشي عن حميد في مجال الفهرست ، ورتّبناها على حروف المعجم ، فصار فهرست حميد مشتملاً على 319 مورداً .
وقد وصل 60 % من فهرست حميد عن طريق الشيخ الطوسي ، و 40 % منه من طريق النجاشي .
وقد تبيّن لنا أنّ لفهرست حميد ستّة طرق:
الأوّل : طريق أبي طالب عبد الله بن أحمد الأنباري، وقد وصل إلينا 20% من فهرست حميد عن هذا الطريق.[144]
الثاني : طريق أحمد بن جعفر بن سفيان البَزَوفَري ، وقد وصل إلينا 26% من فهرست حميد عن هذا الطريق.[145]
الثالث : طريق علي بن حبشي بن قُوني، وقد وصل 10% من فهرست حميد عن طريق ابن حبشي.[146]
الرابع : طريق أبي المفضّل الشيباني، وقد وصل 35% من فهرست حميد عن هذا الطريق الشيباني.[147]
الخامس: طريق محمّد بن هَمّام الإسكافي، وقد وصل 5% من فهرست حميد عن هذا الطريق.[148]
السادس : طريق الحسين بن علي بن سفيان البَزَوفَري، وقد وصل إلينا 4% من فهرست حميد عن هذا الطريق.[149]
ثمّ إنّ الشيخ نقل في 25 مورداً من فهرست حميد على سبيل الحكاية، دون إشارة إلى أنّه نقلها من أيّ طريق ، كما أنّ النجاشي نقل 7 موارد على سبيل الحكاية .
تنبيه : روى الشيخ والنجاشي في موارد سبعة عن حميد، ويحتمل كونها من إجازة حميد لكتب قدماء أصحابنا، لا من فهرست حميد، ونحن ذكرنا هذه الموارد استطراداً، وجعلنالها علامة " ? "; حتّى يمكن تمييزها ، وهم: ثابت بن شُرَيح ، زياد بن أبي غِيَاث ، علي بن سُوَيد ، ثعلبة بن ميمون ، حَرِيز بن عبد الله السِّجِستاني ، عبد الرحمن بن كثير ، العِيص بن القاسم .
بقي شيءٌ : ما وصل إلينا من فهرست حميد ينقسم إلى قسمين :
أوّلهما : ما رواه حميد بن زياد عن مشايخه مع التصريح في روايته عنهم بلفظ "حدّثنا" أو "أخبرنا".
ثانيهما : ما رواه حميد بن زياد بصورة مُعَنعنة بحيث نجد أنّه يروى الشيخ والنجاشي بالإسناد عن حميد عن مشايخه قسماً من كتب الأصحاب ولكن ليس فيه لفظ "حدّثنا" أو "أخبرنا" أو "سمعتُ" .
وكيف كان ، فإنّ قسماً ممّا رواه حميد عن مشايخه في مجال الفهرست كان معنعناً ، وبما أنّنا في مقام إحياء فهرست حميد ، فلا بدّ لنا من إضافة لفظ لاستقامة العبارة في متنه ، فاخترنا لفظ "أخبرنا" وجعلناه بين المعقوفتين .[150]
ثمّ إنّه وقع في فهرست حميد الإرسال والسقط ، بحيث وجدنا أنّ 10 % من فهرست حميد، وصل إلينا مع إرسال أو سقط.
فقد سقط في هذا الفهرست عُبَيس بن هشام ، وأبو إسماعيل السرّاج ، وعبد الله بن جَبَلَة ، والحسين بن هاشم ، وابن رِبَاط ، وأحمد بن الفضل ، وإبراهيم بن مِهزَم ، وعلي بن النعمان ، والحسن بن حمّاد ، وعُدَيس.
ثمّ إنّ حميد توفّي سنة 310 ، ولذلك تبعد روايته عن أصحاب الباقر والصادق(عليهما السلام) بواسطة واحدة ، ولذلك عندما وجدنا في هذا الفهرست أنّ حميد روى كتاباً بواسطة واحدة وكان مؤلّفه من أصحاب الباقر والصادق(عليهما السلام) ، حكمنا بوقوع الإرسال في فهرست حميد ، وبعد استقصاء كلّ هذه الموارد وجدناها ، وأثبتناه في خمسة أقسام :
الأوّل : روى القاسم بن إسماعيل هذه الكتب مرسلا : كتاب آدم بيّاع اللؤلؤ، وكتاب إبراهيم بن عمر اليماني، وكتاب عبد الله بن الوليد النَّخَعي، وكتاب الحسين بن حمّاد، وكتاب محمّد بن حكيم ، وكتاب أبي الصبّاح مولى آل سام، وكتاب طلحة بن زيد، وكتاب أبي مُخلَد السرّاج، وكتاب أبي شِبل، وكتاب يحيى بن أبي العلاء، وكتاب محمّد بن حكيم، وكتاب علي بن ميمون.
الثاني : روى أحمد بن عُبَيد الله بن نُهَيك هذه الكتب مرسلا: كتاب إبراهيم بن عمر اليماني ، وكتاب أحمد بن ربَاح، وكتاب بُرد الإسكاف ، وكتاب يحيى بن محمّد بن علي، وكتاب جعفر الهُذَلي، وكتاب عبد الله بن بُكَير.
الثالث : روى الحسن بن محمّد بن سماعة مرسلا هذه الكتب: كتاب يعقوب بن شُعَيب، وكتاب علي بن ميمون الصائغ، وكتاب محمّد بن حُمران، وكتاب محمّد بن مروان الذُّهلي، وكتاب داوود بن سرحان وكتاب دُرُست الواسطي.
الرابع : روى محمّد بن موسى خوراء مرسلاً كتاب أبي مريم الأنصاري.
الخامس : روى إبراهيم بن سليمان مرسلا كتاب عمرو بن شمر.