قال الشيخ الطوسي في فهرسته في ترجمة ابن قولويه بعد ذكر أسامي بعض كتبه: "وله فهرست ما رواه من الكتب والأُصول" .
[103] كما أنّه قال بعد ذلك : "أخبرنا برواياته وفهرست كتبه جماعة من أصحابنا ..." ، حيث عطف "فهرست كتبه" على "برواياته" ، فهذه العبارة ظاهرة في أنّ لابن قولويه كتاب فهرست ، كما أنّ لسعد بن عبد الله وابن بطّة وابن قولويه وغيرهم ، كتاب فهرست .
وقد جمعنا الموارد التي روى الشيخ الطوسي والنجاشي في رجاله في كتابَيهما عن طريق ابن قولويه في مجال الفهرست .
وقد احتملنا أنّ هذه الموارد من فهرست ابن قولويه ، إذ إنّ الشيخ الطوسي والنجاشي حينما رويا كتاباً لقدماء أصحابنا من طريق ابن قولويه ، فهما في الواقع ذكرا ذلك الكتاب من فهرست ابن قولويه . ويمكن ترتيب الموارد التي رواها الشيخ والنجاشي عن ابن قولويه في ثلاثة أقسام :
القسم الأوّل : بعد مراجعة رجال النجاشي وجدنا أنّه نقل 39 مورداً عن ابن قولويه في مجال الفهرست .
ولتوضيح المراد نذكر ما أثبتناه في ترجمة سهل بن زياد الأدَميّ في هذا الكتاب برقم 22 : قال النجاشي : "سهل بن زياد ، أبو سعيد ، الأدَمي ، الرازي : . . . وله كتاب النوادر ، أخبرناه محمّد بن محمّد ، قال : حدّثنا جعفر بن محمّد ، عن محمّد بن يعقوب ، قال : حدّثنا علي بن محمّد ، عن سهل بن زياد" .
[104] وإذا تأمّلتَ في كلام النجاشي تجد أنّه روى كتاب النوادر لسهل بن زياد الأدَميّ بإسناده ، عن ابن قولويه ، عن محمّد بن يعقوب الكليني ، عن علي بن محمّد بن بُندار ، عن سهل بن زياد .
فمن المحتمل قوياً أنّ سهل بن زياد الأدَمي كان مذكوراً في فهرست ابن قولويه ، وابن قولويه ذكر طريقه إلى كتاب نوادره ، وقد احتملنا أنّ متن فهرست ابن قولويه كان هكذا : "سهل بن زياد الأدَمي : له كتاب النوادر ، حدّثنا به محمّد بن يعقوب ، قال : حدّثنا علي بن محمّد ، عن سهل بن زياد".
القسم الثاني : بعد مراجعة الفهرست للشيخ الطوسي وجدنا أنّه نقل 5 موارد عن ابن قولويه في مجال الفهرست .
ولتوضيح المراد نذكر ما ذكرناه في حَرِيز بن عبد الله السِّجستاني في هذا الكتاب برقم 12 : قال الشيخ في فهرسته: "حَرِيز بن عبد الله السِّجستاني : ثقة ، كوفىّ ، سكن سجستان ، له كتب ، منها : كتاب الصلاة ، كتاب الزكاة ، كتاب الصوم ، كتاب النوادر ، تعدّ كلّها في الأُصول ، أخبرنا بجميع كتبه ورواياته الشيخ أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد رحمه الله تعالى ، عن جعفر بن محمّد بن قولويه ، عن أبي القاسم جعفر بن محمّد العلوي الموسوي ، عن ابن نُهَيك ، عن ابن أبي عُمَير ، عن حمّاد ، عن حَرِيز ..." .
[105] وإذا تأمّلت في هذا الكلام تجد أنّ الشيخ روى كتب حَرِيز بإسناده ، عن ابن قولويه عن جعفر بن محمّد الموسوي ، عن ابن نُهَيك ، عن ابن أبي عُمَير ، عن حمّاد ، عن حَرِيز .
فمن المحتمل قوياً أنّ حَرِيز بن عبد الله كان مذكوراً في فهرست ابن قولويه وابن قولويه ذكر طريقه إلى كتبه ، وقداحتملنا أنّ متن فهرست ابن قولويه كان هكذا : "حَرِيز بن عبد الله السِّجستاني : له كتاب الصلاة ، كتاب الزكاة ، كتاب الصوم ، كتاب النوادر ، حدّثنا أبوالقاسم جعفر بن محمّد العلوي الموسوي ، عن ابن نُهَيك ، عن ابن أبي عُمَير ، عن حمّاد ، عن حَرِيز" .
القسم الثالث : بعد مراجعة الفهرست للشيخ الطوسي ورجال النجاشي، وجدناأنّهما اتّفقا في النقل عن فهرست ابن قولويه في 4 موارد .
والحاصل : جمعنا هذه الموارد التي روى الشيخ والنجاشي عن ابن قولويه في مقام الفهرست ورتّبناها على حروف المعجم ، فصار فهرست ابن قولويه مشتملاً على 48 مورداً .
وتحصّل أيضاً أنّه وصل إلينا 92 % من فهرست ابن قولويه من طريق النجاشي ، و 8 % من طريق الشيخ الطوسي .
وقد تبيّن لنا أنّ لفهرست ابن قولويه خمسة طرق:
الأوّل: طريق الشيخ المفيد، وقد وصل إلينا 40 % من فهرست ابن قولويه عن هذا الطريق.
الثاني: طريق الحسين بن هَديّة ، وقد وصل إلينا 20 % من فهرست ابن قولويه عن هذا الطريق.
الثالث: طريق الحسين الغضائري، وقد وصل إلينا 20 % من فهرست ابن قولويه عن هذا الطريق.
الرابع: طريق ابن نوح، وقد وصل إلينا 10 % من فهرست ابن قولويه عن هذا الطريق.
الخامس: طريق ابن عبدون، وقد وصل إلينا 10 % من فهرست ابن قولويه عن هذا الطريق.
[106] بقي شيء : ما وصلنا إليه من فهرست ابن قولويه ينقسم إلى قسمين :
أوّلهما : ما رواه ابن قولويه عن مشايخه وصرّح في روايته عنهم بلفظ : "التحديث والإخبار" ، حيث نجد في الفهرست للطوسي ورجال النجاشي أنّ ابن قولويه صرّح بلفظ "حدّثنا" في الطريق إلى كتب قدماء أصحابنا .
ثانيهما : ما رواه ابن قولويه بصورة مُعَنعنة بحيث نجد أنّ الشيخ والنجاشي يذكران في طريقهما أنّه روى ابن قولويه عن مشايخه ، لكن ليس فيه لفظ "حدّثنا" أو "أخبرنا" أو "سمعت" .
وكيف كان، أنّ قسماً ممّا رواه ابن قولويه عن مشايخه كان معنعناً ، وبما أنّنا في مقام إحياء فهرست ابن قولويه ، فلا بدّ لنا من إضافة لفظ لاستقامة العبارة في متنه ، فاخترنا لفظ "أخبرنا" ووضعناه بين المعقوفتين .
[107]