کتب دکتر مهدی خدامیان آرانی - سایت نابناک

سایت استاد مهدي خداميان آرانی

در حال بارگذاری

    صحيحة الهروي

     صحيحة الهروي


    نذكر في البداية الرواية، ثمّ نتعرّض لشرح رجال إسنادها، ونذيّله بتحليلنا الفهرستي لها، ونذكر تاريخ الرواية ومصادرها.
    روى الشيخ الصدوق عن محمّد بن موسى المتوكّل، عن علي، عن أبيه، عن أبي الصَّلت الهَرَوي، قال: سمعت الرضا(عليه السلام) يقول:
    والله ما منّا إلاّ مقتول شهيد.
    فقيل له: فمن يقتلك يا بن رسول الله؟
    قال: شرّ خلق الله في زماني يقتلني بالسمّ، ثمّ يدفنّي في دار مضيعة وبلاد غربة، ألا فمن زارني في غربتي كتب الله عزّ وجلّ له أجر مئة ألف شهيد، ومئة ألف صدّيق، ومئة ألف حاجّ ومعتمر، ومئة ألف مجاهد، وحُشر في زمرتنا، وجُعل في الدرجات العلى من الجنّة رفيقنا.
    رواها الشيخ الصدوق في الفقيه بإسناده عن أبي الصَّلت الهَرَوي.[301]
    وذكرها العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار، والحرّ العاملي في وسائل الشيعة.[302]
    ولا بدّ لنا في تحقيق هذه الصحيحة من بحث رجالي وبحث فهرستي.
    فها هنا خطوتان:
    الخطوة الاُولى: البحث الرجالي
    وقع في هذا الإسناد خمسة رجال، ونحن تعرّضنا فيما سبق لبيان حال الشيخ الصدوق، وعليّ بن إبراهيم، وإبراهيم بن هاشم، وأبي الصَّلت الهَرَوي، وقلنا إنّهم من الثقات، والآن نتعرّض لبيان حال محمّد بن موسى المتوكّل، فنقول:
    توثيق محمّد بن موسى المتوكّل
    ذكره الشيخ الطوسي في رجاله، قائلاً: "محمّد بن موسى بن المتوكّل: روى عن عبد الله بن جعفر الحِميَري، روى عنه ابن بابَوَيه".[303]
    وذكره ابن داوود في رجاله، قائلاً: "محمّد بن موسى المتوكّل: ثقة".[304]
    كما أنّ العلاّمة وثّقه في خلاصة الأقوال.[305]
    وترحّم عليه الشيخ الصدوق في أكثر من 120 موضعًا.[306]
    ولقد أكثر الشيخ الصدوق الرواية عنه، فإنّا نجد أنّه روى في مشيخة كتاب الفقيه أكثر من أربعين موضعًا عن هذا الشيخ.[307]
    فالانصاف أنّ لمحمّد بن موسى المتوكّل شأن عظيم في نقل التراث الحديثي إلى الشيخ الصدوق.
    وقال السيّد ابن طاووس عند ذكر رواية في طريقها محمّد بن موسى المتوكّل: "ورواة الحديث ثقات بالاتّفاق".[308]
    وذكر السيّد الخوئي عندما تعرّض لطريق الشيخ الصدوق إلى إسماعيل بن مهران، قائلاً: "والطريق صحيح، فإنّ محمّد بن موسى المتوكّل ثقة
    بالاتّفاق".[309]
    فتحصّل من جميع ما ذكرنا من كلمات القوم أنّ رجال هذا الإسناد كلّهم من الثقات الأجلاّء، وعليه فالرواية صحيحة إسنادًا.
    الخطوة الثانية: البحث الفهرستي
    إنّ هذه الرواية ذُكرت في كتاب النوادر لإبراهيم بن هاشم، وهو كتاب يعتمد عليه أصحابنا، فراجع إلى ما ذكرناه آنفًا في تفصيل كتاب النوادر لإبراهيم بن هاشم.
    وكيف كان، فإنّ إبراهيم بن هاشم سمع أبا الصَّلت الهَرَوي فأدرج هذا الحديث في كتابه النوادر.
    وبالجملة، أنّ هذه الرواية من الروايات الصحيحة رجاليًا وفهرستيًا، فرجال الرواية كلّهم من الثقات، كما أنّ المصدر الذي ذُكرت فيه كان في غاية الإعتبار.
    وهاهنا تنبيهان:
    التنبيه الأوّل
    لا بأس بالتحقيق في مصحّحة حمزة بن حُمران في المقام ; إذ مضمون هذه الرواية قريب من صحيحة أبي الصلت الهَرَوي.
    روى الشيخ الصدوق في الفقيه بإسناده عن حمزة بن حُمران عن أبي عبد الله(عليه السلام)أنّه قال: "يُقتل حفدتي بأرض خراسان في مدينة يُقال لها طوس، من زاره إليها عارفًا بحقّه، أخذته بيدي يوم القيامة وأدخلته الجنّة وإن كان من أهل الكبائر ". قلت: "جُعلت فداك، وما عرفان حقّه؟"، قال: "يعلم أنّه مفترض الطاعة، غريب، شهيد، من زاره عارفًا بحقّه أعطاه الله Uأجر سبعين شهيدًا، وممّن استشهد بين يدي رسول الله(صلى الله عليه وآله) على حقيقة".[310]
    والشيخ الصدوق ذكر في مشيخة الفقيه طريقه إلى حمزة بن حُمران هكذا: "وما كان عن حمزة بن حُمران فقد روّيته عن محمّد بن الحسن(رضي الله عنه)، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عُمير، عن حمزة بن حُمران".[311]
    والمراد من محمّد بن الحسن في صدر كلامه هو ابن الوليد. وتعرّضنا فيما سبق لتوثيق الشيخ الصدوق، وابن الوليد، والصفّار، وبقي الكلام في توثيق يعقوب بن يزيد وابن أبي عُمَير وحمزة بن حُمران، فنقول:
    أمّا يعقوب بن يزيد، فقد ذكره النجاشي في رجاله بعنوان : "يعقوب بن يزيد بن حمّاد الأنباري السُّلَمي"، وذكر أنّه روى عن أبي جعفر الثاني(عليه السلام)، وكان ثقةً ، صدوقًا .[312]
    وأمّا محمّد بن أبي عُمير، فلقد صرّح الشيخ بأنّه كان من أوثق الناس عند الخاصّة والعامّة .[313]
    وأمّا حمزة بن حُمران الشيباني، فقد ذكره النجاشي في رجاله، والشيخ في فهرسته ورجاله.[314]
    وحمزة بن حُمران لم يوثّق بالتوثيق الخاصّ، فبقي الكلام في التوثيقات العامّة.
    ومرادنا بالتوثيق الخاصّ، هو التوثيق الوارد في شخص، دون أن يكون هناك ضابط خاصّ يعمّه وغيره. وبازائه التوثيقات العامّة، والمراد منها توثيق جماعة من الرواة بضابظ معيّن . ونحن الآن بصدد إثبات توثيق حمزة بن حُمران بإحدى التوثيقات العامّة.
    بيان ذلك: نجد أنّ محمّد بن أبي عُمير روى هذه الرواية عن حمزة بن حُمران، وبما أنّ مشايخ ابن أبي عُمير كلّهم ثقات، فنستنتج أنّ حمزة بن حُمران ثقة أيضًا، والرواية صحيحة إسنادًا.
    ولا بأس بصرف الجهد للتحقيق في هذا المطلب، فنقول:
    اشتهر بين أصحابنا أنّ محمّد بن أبي عُمير، وصفوان بن يحيى، وأحمد بن محمّد بن أبي نصر البَزَنطي، لايروون ولايرسلون إلاّ عن ثقة، وعليه فيترتّب على هذا أمر مهمّ، وهو أنّ كلّ من روى عنه هؤلاء فهو محكوم بالتوثيق وهذه نتيجة رجالية تترتّب على هذه القاعدة. والأصل في ذلك ما ذكره الشيخ في عدّة الاُصول، حيث قال:
    وإذا كان أحد الراويين مسندًا والآخر مرسلاً، نظر في حال المرسل، فإن كان ممّن يعلم أنّه لايرسل إلاّ عن ثقة موثوق به، فلا ترجيح لخبر غيره على خبره، ولأجل ذلك سوّت الطائفة بين ما يرويه محمّد بن أبي عُمير وصفوان بن يحيى وأحمد بن محمّد بن أبي نصر وغيرهم من الثقات الذين عُرفوا بأنّهم لايروون ولايرسلون إلاّ عمّن يوثق به، وبين ما أسنده غيرهم، ولذلك عملوا بمراسيلهم إذا انفردوا عن رواية غيرهم. فأمّا إذا لم يكن كذلك ويكون ممّن يرسل عن ثقة وعن غير ثقة، فإنّه يقدّم خبر غيره عليه، وإذا انفرد وجب التوقّف في خبره إلى أن يدلّ دليل على وجوب العمل به.[315]
    والحاصل، أنّ الشيخ الطوسي اطّلع على نظرية جمع كبير من علماء الطائفة وفقهائهم في توثيق جميع مشايخ ابن أبي عُمير وصفوان والبَزَنطي، وفي الواقع، الشيخ يحكي اطّلاعه عن عدد كبير من العلماء، يزكّون عامّة هؤلاء المشايخ الثلاثة، ولأجل ذلك يسوّون بين مراسيلهم ومسانيدهم.
    هذا وأنّ النجاشي صرّح بأنّ القدماء من أصحابنا كانوا يسكنون إلى مراسيل ابن عُمير، وإليك نصّ كلامه:
    روى أنّه حبسه المأمون حتّى ولاّه قضاء بعض البلاد، وقيل: إنّ اُخته دفنت كتبه في حال استتاره وكونه في الحبس أربع سنين، فهلكت الكتب، وقيل: بل تركتها في غرفة فسال عليها المطر فهلكت، فحدّث من حفظه وممّا كان سلف له في أيدي الناس، فلهذا أصحابنا يسكنون إلى مراسيله.[316]
    فالنجاشي وافق الشيخ الطوسي في هذا التوثيق العامّ في محمّد بن أبي عُمير خاصة، كان يعتقد أنّ القدماء من أصحابنا كانوا يرون توثيق جميع مشايخ ابن أبي عُمير، ولأجل ذلك يعتمدون على مراسيله.
    وبالجملة، حمزة بن حُمران من مشايخ ابن أبي عُمير، فيثبت بذلك وثاقته.
    فتحصّل من جميع ما ذكرنا أنّ رواية حمزة بن حُمران من الروايات المصحّحة.
    والظاهر أنّ هذه الرواية ذُكرت في كتاب النوادر لابن أبي عُمير، وهو كتاب يعتمد عليه أصحابنا، فإنّا إذا راجعنا رجال النجاشي وفهرست الشيخ نجدهما يذكران في جملة كتب ابن أبي عُمير، كتاب النوادر.[317]
    كما أنّ الشيخ الطوسي روى كتاب النوادر لابن أبي عُمير عن طريق ابن أبي جيد، عن ابن الوليد، عن الصفّار، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عُمير.[318]
    نجد في إسناد هذه الرواية أنّ الشيخ الصدوق روى عن ابن الوليد، عن الصفّار، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير.
    وبالجملة، أنّ يعقوب بن يزيد روى نسخة من كتاب النوادر لابن أبي عُمير، ووصلت هذه النسخة إلى الشيخ الصدوق، وأخذ عنه هذه الرواية وأدرجها في كتابه الفقيه.
    التنبيه الثاني
    جاء في صحيحة الهروي الثانية أنّ الله يعطي لزائر الإمام الرضا(عليه السلام) أجر ثواب مئة ألف مجاهد، فأرى أنّه من المناسب أن أنقل بعض الروايات التي تذكر فضيلة الجهاد ; حتّى نطّلع على عظم فضيلة زيارة الإمام الرضا(عليه السلام) التي هي وبتصريح الصحيحة تفوق أجر الجهاد .
    1 ـ عن رسول الله(صلى الله عليه وآله): "للجنّة باب يقال له باب المجاهدين، يمضون إليه فإذا هو مفتوح، وهم متقلّدون بسيوفهم، والجمع في الموقف والملائكة ترحّب بهم".[319]
    2 ـ عن رسول الله(صلى الله عليه وآله): "ما أعمال العباد كلّهم عند المجاهدين في سبيل الله إلاّ كمثل خُطّاف أخذ بمنقاره من ماء البحر".[320]
    3 ـ الإمام الباقر(عليه السلام): أتى رجل رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال: "إنّي راغب نشيط في الجهاد"، قال: "فجاهد في سبيل الله، فإنّك إن تُقتل كنت حيًّا عند الله تُرزق، وإن متّ فقد وقع أجرك على الله، وإن رجعت خرجت من الذنوب إلى الله".[321]
    4 ـ روي أنّ رجلاً أتى جبلاً ليعبد الله فيه، فجاء به أهله إلى الرسول(صلى الله عليه وآله)، فنهاه عن ذلك، وقال: "إنّ صبر المسلم في بعض مواطن الجهاد يومًا واحدًا، خير له من عبادة أربعين سنة".[322]
    5 ـ قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): "من خرج مرابطًا في سبيل الله تعالى أو مجاهدًا، فله بكلّ خطوة سبعمئة ألف حسنة، ويُمحى عنه سبعمئة ألف سيّئة، ويرفع له سبعمئة ألف درجة".[323]
    6 ـ عن رسول الله(صلى الله عليه وآله): "مثل المجاهدين في سبيل الله كمثل القائم القانت لا يزال في صومه وصلاته ، حتّى يرجع إلى أهله".[324]
    7 ـ عن رسول الله(صلى الله عليه وآله): "مقام أحدكم يومًا في سبيل الله أفضل من صلاته في بيته سبعين عامًا، ويوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه".[325]
    8 ـ عن رسول الله(صلى الله عليه وآله): "كلّ حسنات بني آدم تحصيها الملائكة، إلاّ حسنات المجاهدين، فإنّهم يعجزون عن علم ثوابها".[326]





نوشته ها در باره این

نظر شما

.شما در حال ارسال نظر براي از كتاب الصحيح فى فضل الزيارة الرضوية نوشته مهدى خداميان هستید

‌اگر مي خواهيد مطلب ديگري - كه ربطي به اين ندارد- براي من بفرستيداينجا را كليك كنيد.


عنوان این فیلد نمی تواند خالی باشد.
متن نظر شما
لطفا ایمیل خود را وارد کنید * این فیلد نمی تواند خالی باشد.لطفا ایمیل را صحیح وارد نمایید.
لطفا نام خود را وارد نمایید


ابتدای متن